سنرجع يوماً

فلسطيننا 27 ألف كلم مربع، من البحر إلى النهر، لا تنقصها حبّة تراب واحدة، ولا يبقى خارجها لاجئ واحد. فلسطيننا تحطّم جدار الفصل العنصري القائم في الضفة، وتهدم أسوار الحصار في غزّة، تسقط الدولة الصهيونية وتعيد الحق لأصحابه. تحرّر أكثر من عشرة آلاف أسير ومعتقل، وتلملم جراح وعذابات المصابين والشهداء، لتصنع منهم وطناً سيداً حراً للمستقبل.

سنرجع إليها، وسيخرج الغزاة. قضية لن نساوم عليها، ولن نتراجع فيها قيد أنملة. قد تبدو الصورة قاتمةً أحياناً حين تختل موازين القوى، لكنّ وحدتنا على خيار المقاومة والمواجهة هو قرار الحقّ وقرار القوّة.

تفتقد فلسطين اليوم الحاضنة الشعبية العربية والدولية التي لطالما كانت تملأ الشوارع والساحات بملايين الناس المؤيدين والداعمين للقضية. مرّ قرار ضم القدس ومن بعدها غور الأردن والمستوطنات الواقعة في الضفة الغربية، ومرّ قانون يهودية الدولة في الكنيست الصهيوني، ومرّ قرار ضم الجولان السوري ومعه مزارع شبعا اللبنانية، فلم تجد فلسطين من ينصرها سوى شعوب بضعة بلدان كان أبرزها اليمن المنهك بالحرب والعدوان. صمتٌ شعبي، وخيانة رسمية أتاحت لترامب إعلان صفقته، لتأكيد ما تمّ تنفيذه سابقاً لناحية ضم المناطق والأراضي. أسقط ترامب من حساباته حقّ العودة، مطمئناً أنّ ذلك لن يحدث ردات فعل مزلزلة لا من الأنظمة ولا من الشعوب المنهكة الفقيرة المستغلة المقموعة والمنهوبة.

اليوم يوم الوفاء والدعم لفلسطين، اليوم يوم وقفة القوى الوطنية واليسارية والتقدمية من أجل حشد كلّ الطاقات الشعبية دعماً للقضية وللمواجهة ضد الاحتلال. فلتكن إحدى مهمّاتنا على امتداد الوطن العربي استنهاض الشارع واستنفار الناس كي تبقى فلسطين القضية، وكي تبقى اللحن الأجمل لكلّ أغانينا.

  • العدد رقم: 372
`


النداء