خواطر في زمن كوروني...

لا أدري إن كنّا من نُحاصره أو هو من يحاصرنا...
شاشات الهاتف باردة كصقيعٍ كانوني...
تفتقر الدفءَ، وحرارة اللمس التائه بين حذرٍ وحيطة...


تتجاذبه قوتا "صراع" يتمحور بقوة البقاء والصمود في وجه عدوٍ كاسرٍ لا يرحم...
ألتمس وجوهاً رسمت قهقهاتٍ ومواجع على ذاكرة جدرانه... تفاصيل كانت مركونة في زوايا الذاكرة، لم تكن آنذاك بهذا الجمال، وهذه الرقة...
أتابع الأخبار كالمعتاد...
أتصفح بريدي...
أرتشف قهوتي الصباحية، برفقة كنارٍ يصدح غيرةً وطغياناُ من دندناتٍ فيروزية...
أتأمل خلوَّ الشارع من المارَّة...
لا أجد غير جدرانٍ يلفّها الحزن والهلع، وأشجار متكئة على ظلالها لا تعي قلقاً ولا خوفاً...
أقرأ...
أكتب...
أُطلق العنان لمخيلتي...
أُجمِّل شكلها...
أُطرّز زواياها...
أرتّبُ ألوانها، وهي على أهبة الإستعداد لهجمات الحروب كما السلام...
يا عدالةَ السماء أنجدينا...
أما آن لهذا الوقت أن يُعلنَ انكساره وهزيمته وتوبته على ما اقترفه من ذنوب بحقّ البشر، وخوض غِمار الثورات ضدّ الفساد والوباء المتفشّي في عقولنا، والتحرّر من هذه القيود الصدئة في هذا الزمن الوبائي...
علَّه وباء ينسف إستراتيجيات الدول، ويغيِّر مفاهيمها، وتكون وثبةً نحو مستقبل واعد تتغيَّر فيه قواعد اللعبة... فيعود للإنسان إنسانيته، وتتغلّب الرحمة على الجحد...
لذا ننشد تغييراً جذرياً، ونحن في خضم ريحٍ صرصرٍ فيها تقاذف سياسي وبائي ومتاجرة بمطالب شعوب مقهورة...
في خضم هذه المعركة القاسية، والتي لم تستثنِ شيبها وفتيانها ومراهقيها، لم تميِّز أغنياءها عن معوزيها... لنلتمس حَجْراً روحيّاً ذاتيّاً... نرى مواقع ضعفنا ومراكز قوتنا لنعود لضميرنا الإنساني ونتعلم...
اليوم هو يوم الحقيقة والمعرفة والأجوبة لكلّ التساؤلات...
... وأنا على فوهة الانتظار أترقّب مدار الساعة...

 

# موسومة تحت :
  • العدد رقم: 375
`


سميحة شعبان