في العام 2015، عندما ركبت الطائرة متوجّهاً إلى الصين للمرّة الأولى، كنت أحمل في رأسي الكثير من الأفكار عن هذا البلد، وفي داخلي معاناتنا مع النظام اللبناني المتخلف. كان ذلك في أواخر الصيف، وكان الحراك الشعبي في خواتيمه، والمظاهرات الشعبية تجوب شوارع العاصمة بيروت رفضاً للسياسات الغبية والفاشلة فيما خصّ ملف النفايات في لبنان. وكنت واحداً من الذين شاركوا في تلك المظاهرات بكل أشكالها وأماكنها.
"توجد طريقتان أساسيتان تستطيع بهم الدولة تمويل نفقاتها: عن طريق الضرائب، وعن طريق الديون. وبشكل عام، تعتبر الضرائب الوسيلة الأفضل، سواءً من حيث العدالة أم من حيث الكفاءة. مشكلة الدين هي أنه يجب دائماً سداده، وهذا ما يكون دائماً في صالح أولئك الذين يملكون القدرة على إقراض الدولة، وهم نفس الذين كان يجب فرض الضرائب عليهم".
الدين الحكومي في نهاية الامر، ليس إلا ديناً مستحقاً على جزء من البلد (الذين يدفعون الضرائب) لصالح جزء آخر من البلد (الذين يحصلون على الفوائد).
"عالم قديم يموت، وعالم جديد يكافح ليولد، انه زمن الوحوش" - غرامشي.
الرأسمالية المعاصرة قد بلغت مرحلة الشيخوخة. هذه الأطروحة قدّمها ودافع عنها المفكر الراحل سمير أمين في كتابه الصادر العام الماضي عن دار الفارابي، حيث يشير مفهوم الشيخوخة هذا إلى أن النظام القائم عاجزٌ عن التغلب على أزمته الدائمة. ويشرح الكاتب بتفصيل وافٍ أطروحته ويقدم التبريرات الضرورية لإثباتها. وهو لا يكتفي بذلك، بل يطرح ضرورة البديل الذي برأيه لن يكون إلا بديلا اشتراكيا حيث يقول "صار من الضرورة التاريخية إنجاز خطوات في سبيل بناء بديل إشتراكي".
النداء 2024. حقوق المنادى فقط محفوظة.