غلاف العدد

أخر المقالات على غلاف جريدة النداء

حماية التحرير بالدولة الوطنية والوحدة الداخلية

من حق لبنان واللبنانيين أن يشعروا بالفخر والاعتزاز في عيد التحرير... فقد حققت مقاومة شعبنا انتصاراً تاريخياً وفرضت على الاحتلال الانسحاب من أرضنا عام ٢٠٠٠ بدون قيد أو شرط. ولهذا الانتصار مغزى كبير، شكّل في بُعدَيه الوطني والعربي مثالاً ساطعاً يبقى راسخاً في تاريخ بلدنا وذاكرة شعبنا وشعوب منطقتنا.

عاش أول أيار رمز نضال العمال للتحرر والتغيير

الأول من أيار هو عيد جميع العمال في لبنان والعالم على اختلاف أديانهم وطوائفهم وألوانهم.تكمن أهميته أيضًا في الطابع النضالي لطبقة اجتماعية تُنتج الحاجات المادية للمجتمع، من غذاء وكساء وصناعة وزراعة وبناء وحرف... إلخ، والأهم هو أن الطبقة المنسجمة المصالح، تكتسب في نضالها لتحسين شروط عملها ومعيشتها وعيًا يعكس واقعها الاجتماعي، وبالتالي دورها التاريخي الذي يُختصر بأنها في نضالها لتحرير نفسها من الظلم الاجتماعي تحرر معها المجتمع بأسره. والمعروف أن العمال وذوي العمل المأجور، لا تعيش الرأسمالية بدونهم وبدون استغلالهم.

هل يتعظ اللبنانيون من دروس الحرب الأهلية؟

بعد خمسين سنة على انفجار الحرب الأهلية في 13 نيسان 1975، لا يزال بلدنا وشعبنا يعانيان الكثير من جروحها وآلامها. ولا تزال أسبابها كامنة في طبيعة النظام السياسي نفسه. ومع أن مؤتمر الطائف، الذي جرى برعاية دولية وإقليمية واقتصر لبنانياً على ممثلي الطوائف مع استبعاد القوى العلمانية، لم يستطع تجاهل الأسباب الداخلية للحرب الأهلية، فرأى وجوب تلمّس بعض الإصلاحات التي تفتح طريقاً للخروج من النظام الطائفي، أبرزها تشكيل هيئة وطنية لإلغاء الطائفية، وانتخاب البرلمان القادم (1996) خارج القيد الطائفي، وإيجاد قانون انتخابي يضمن تمثيل جميع الفئات الشعبية، واستحداث مجلس شيوخ لتمثيل الطوائف، واعتماد اللامركزية الموسعة، إلخ...

مأساة التاريخ

أمّا وقد أصبحنا على واقع كالذي نعيشه اليوم، فلا بدّ لنا من تحديد بعض ما يجب فعله: مقتلة ينفذها العدو. ساحاتها بلادنا العربية. ضحاياها الشعوب ومستقبلها. التاريخ يتكرر بشكل مأساوي وبتصاعد. لم تتوقف النكبات عن التتالي منذ أكثر من خمسة قرون. هيستيريا مستمرة لا تهدأ أو تستكين. شعوبنا تتوالد مع المصائب وتتآخى معها حدّ التماهي. الأفق مقفل والرؤية مغشية... القتل والتجويع والتهجير هو القائم ولا شيء يقف في دربه. هي مأساة وجلجلة ودروب الأحزان المتتابعة على أكثر من صعيد. شعوب أعياها القتل فتعودت، وآخاها الجوع فقبلت.

عقود الاحتلال والاستغلال وعقود المقاومة والنضال

تعيش شعوبنا العربية أسوأ مرحلة اجتماعية وسياسية وأمنية منذ قرن. تواجه بدمها ولحمها ورزقها وحياتها ومستقبلها، والأعداء يتكاثرون من حولها من الخارج والداخل. مرات تواجه وتصمد وتقاوم وتتقدم ضد المحتل. ومرات تنتفض وتثور ضد الاستبداد والقهر الطبقي. لتبقى رقبتها بين مطرقة الاحتلال وسندان نظم رجعية متخلفة أو برجوازية تابعة قدمت خدماتها ومنافعها الطبقية على مصالح شعوبها ووحدتها الوطنية وتنمية قدرات بلادها البشرية والمادية. وباتت بعد ترهلها وفسادها عاجزة إن لم نقل آداة طيعة في خدمة المشروع الاستعماري الإمبريالي الاميركي الصهيوني المرسوم للمنطقة.

النداء في بريدك الإلكتروني

إشترك بخدمة النداء على بريدك الإلكتروني لتبقى متطلعاً على اخر المقالات والتعليقات.

Hide Main content block

في العدد الأخير

شعوب الولايات اللبنانية غير المتحدة تهوى الدراما... حتّى المملة منهاانتهى شهر رمضان وانتهت معه كل المسلسلات التي تحكي قصص أهل القصور ونساءهم المنتقيات بدقّة، بأطوالهن وأوزانهن وأحجام صدورهن على طريقة أغنية الشيخ إمام "النساوين المتنقية"، ولكن، هناك مسلسلٌ حقيقيّ وحيّ بدأ قبل رمضان وتواصل بعده ومرجّحٌ أن يستمرّ على الأقل حتى نهاية تموز، إنه مسلسل "موازنة خفض العجز".
في البلد الذي لا يخلو من المتاعب، تتشكل أرض خصبة للعمل السياسي والصحافي. وحيث تحل المتاعب، لا بد أن تظهر كوادر تغييرية، وكان لجريدة "النداء" أن تكون الملجأ لتلك الكوادر.
كان لا بدّ، في المقال الافتتاحي (السابق)، من حسم مسألة ماهية "17 تشرين" على أساس ثوري، لا بهدف وضعها في إطارها النظري الماركسي-اللينيني فحسب، بل لأن هذا الحسم النظري يؤثر بالغ التأثير في الممارسة السياسية للصراع الطبقي في مجتمعنا. فإنّ الاشتراك الواعي في الثورة (ناهيك عن قيادتها) – على حسب تعبير لينين – يختلف كل الاختلاف بين مقاربة "17 تشرين" على اعتبارها انتفاضة وبين التعامل معها كونها ثورة. تماما، كما يختلف كلياً التكتيك السياسي والمهمة الرئيسية بين اعتماد شعار "تثوير الانتفاضة" وبين طرح برنامج نضالي عملي بغية تجذير الثورة.
صدر العدد الجديد من مجلة النداء بعنوان "لم يُقفل الحساب"، وفيه:
 ليس من السهل شرح إلى أيِّ مدىً تتحكّم بنا الأنظمة عبر قواعد وُضعَت لضبطنا وتقسيمنا في جداول، فتسهل بالتالي عملية السيطرة علينا. الغريب أننا نعتقد حقاً بالحرية، نتباهى باختياراتنا على أنها تمثّلنا، رغم أنها محدَّدة لنا مسبقاً، وهذا ما يشبه كثيراً الديمقراطية السياسية في بلادنا.
هم مُسعفون... يُلبّون نداء الواجب والإنسانية دون مقابل أو تمييز، تحملهم صرخة أم، صرخة وجع حقيقي... وهُم، دائماً، في خطّ الدفاع الأول، في أصعب المراحل، يحفرون بدمائهم لإنقاذ الآخرين، ولأنهم الحُلم... من دمٍ ولحم، الجيش الأول في مواجهة جائحة كورونا، وعلى جبهات النار يُطفئونها بأرواحهم، بإنسانيتهم، بملائكيتهم الخلّاقة، بالوقت الذي تتخبّط فيه السلطة وما زالت لمكافحة ومواجهة هذا الوباء، وعجزت حتّى عن وضع خطّةٍ لاحتوائه بكلّ معاني التخطيط والتوجيه لدرء انكسار المواطنين بفعل الحاجة للدواء والغذاء بعدما نُهِبوا وعن سابق إصرار وترصّد.
بعد أن وصل فيروس "كوفيد - 19" (كورونا الجديد - الإلتهاب الرئوي التاجي) إلى أرقامه الإحصائيّة المطمئنة في الصين، بتسجيل تراجعٍ في نسبة أعداد المصابين والمتوفّين يوميّاً، لا بدّ من وقفة تأمليّة سريعة لاستخلاص بعض الدروس مما حدث في الصين ومن ردة فعلنا كجمهور متلقّي، لا حول له ولا قوّة.
يتزامن عيد المقاومة والتحرير في لبنان هذا العام مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة ضدّ الاحتلال الصهيوني. وتشكّل هاتان المناسبتان محطة مضيئة في مسيرة الكفاح والنضال من أجل التحرر الوطني والاجتماعي لشعوبنا العربية، فيها ومن خلالها، توحّدت دماء الشهداء منذ ثلاثينيات القرن الماضي في وحدة المصير والمواجهة. فكلّ التحية إلى شهداء هذه المسيرة التي دفع فيها حزبنا ضريبة الدّم والتضحيات منذ تأسيسه للحرس الشعبي، وقوات الأنصار، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول”، مروراً بمقاومته لكلّ مشاريع التقسيم والفدرلة. والعهد لكلّ الشّهداء على متابعة هذه المسيرة على درب التحرير والتغيير الديمقراطي، درب الخلاص من المنظومة الحاكمة ونظامها السياسي الطائفي، المولّد للأزمات بتبعيته واستغلاله الطبقي، درب تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشرقي من بلدة الغجر، ومنع التوطين وحماية الثروة النفطية، وعدم ترك الشعب الفلسطيني وحيداً في هذه المعركة، وتقديم كلّ الدعم والإمكانيات لمقاومته المنتصرة.

إخترنا لك