الصفحة 4 من 4

استعرَتْ في الأشهر الأخيرة الهجمة الأميركية على جمهورية الصين الشعبية، وفق ما سُمّي بالحرب التجارية وهي في الواقع حربٌ تكنولوجيّة ذات أبعادٍ سياسية لأنّ لبّ الصراع على المستقبل يكمنُ اليوم في ريادة التفوق التكنولوجي في مجالات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والعلوم التطبيقية. وقد لاحظ الأميركيون أنّ الصينيين، وخلافاً لتوقّعاتهم، قد بدأوا بالفعل بالتفوق في مجالات مستقبلية متعدّدة، آخرها البدء بالتصنيع العملي لتقنيات الجيل الخامس من الاتصالات (5G)، فيما لا يزال الأميركيون في مرحلة الأبحاث فيه.

الإدارة الأميركية اليوم بقيادة ترامب في عزّ هجمتها على شعوب العالم، من أمريكا اللاتينية إلى منطقتنا، وصولاً إلى الشرق الأقصى وأوروبا الشرقية، لكنّ هجمتها هذه ليست نتيجةٌ لصعودها، واستعادة قوى المركز الرأسمالي لريادتها الشاملة على العالم. بل تأتي هذه الهجمة في إطار المنحى التراجعي العام للنظام العالمي الأحادي القطب، وسط انسداد أفق التطور الرأسمالي، في محاولةٍ لمنع تقدّم التاريخ ووقف حالة التراجع مع كلّ ما تحمله هذه الوضعية من مخاطر نتيجة تهوّر القوى المتراجعة واستعدادها لفتح كل المعارك وفق سياسة الأرض المحروقة لتثبيت سيطرتها.

الصفحة 4 من 4