ميخائيل عون

ميخائيل عون

 
ليؤذّن لي أن أبادر فأصرّح، أن الحديث في هذا الموضوع صعبٌ ومعقّدٌ وشاقٌّ ومتشعّب. فالبحث هنا عن الحقيقة مغامرة سياسية ومتشعّب فكريّاً بحيث يمكن القول بدون حاجة إلى إثبات، يستطيع الإنسان أن يشرب دون أن يعمل، لكنه لا يستطيع أن يأكل دون أن ينتج!

كان أول أيار أحب الأعياد إلى عمر فاخوري.. فلم يدع المناسبة تفوته دون أن يحتفل بهذا العيد الذي قال فيه:
"لقد أنقذ العمّالُ الحريةَ في العالم، فليس بدعاً أن ينتظرَ منهم أن يحفظوا الحريةَ في لبنان.. ليس أولُ أيار عيدَ العمّال وحسب، فهو أيضاً عرسُ الحرية. وإنما هو عرس الحرية، لأنه عيدُ العمّال...!".

كنت قد كتبت في "النداء" مقالاً في ميخائيل صوايا: الشاعر الذي لم ينصفه التاريخ! عجباً لهذا التاريخ كيف لا يحسن قراءة عناوين الرسائل التي يحملها في جعبته التي ضاعت فيها العناوين! وها أنا الآن جئت ثانية أبحث، بالنيابة عن التاريخ، عن هذا العنوان الذي ضاع.. في الشعر والنثر!

اسمع يا بني!
ها أن أكتب اليك، في مطلع العام الجديد، لأترك بين يديك وصيّة، هي كلّ ما يمكنني أن أعطيك إيّاه، إرثاً للغد، وزاداً للمستقبل، وذخراً قد تراه أمانة في عنقك، يوم لن تكون الدنيا عندك لهواً كلّها ، ويوم لن ترى الحياة عبثاً في زحمة الوجود...

ها أنا أكتب إليك، وأنت ما تزال طفلاً يلعب مع أترابه حيناً، ويتشاجر مع أخيه الصغير أحياناً...