نتنقّل بين أزقّة بيروت العتيقة، مشاهدين حجراً قديماً يكاد يتكلّم مع نظيره الحديث. تلك القنطرة تذكّرنا بنبذات رسمٍ على الحيطان، بصوَرٍ من هواتف قديمة، والكثير من الحب.
قرميدُ حبّنا العتيق لبيروت يكادُ يختصرعمرنا، وتوقنا إلى حداثة تشبه ماضيها الجميل. العصر الذهبي؟ ربما. لكن تذكّر عزّ تراثها، مبانيها الأثرية، والناس التي زيّنت ذلك العصر، خطر. أليس كلّ عصر ذهبي من الماضي غير عائد؟ إذاً ماذا نسميه إن كنا نريد عودته؟ لا نسميه. من دون ألقاب تكتسب الأشياء والناس معانيها أكثر. ماذا لو حرّكنا جمود بيروت المريب أحياناً في خيالنا لتتراءى لنا كصوَرٍ متحركة تكاد تشكّل فيلماً قصيراً؟