2-2- المسار اللبناني/ العراقي: خصوصية المطالب وجذرية الممارسة.
تتمثّل خصوصية المطالب في المسار الثوري بلبنان والعراق من خلال خصوصية المسألة الديمقراطية في البلدين، إذ لا زالت الطائفية والمذهبية سمة للمجتمعين بفعل السياسات الرجعية لأنظمة الحكم وللطبقات الطفيلية المسيطرة والتي تتغذّى من المُعطى الطائفي لمواصلة تنفذها وهيمنتها على المجتمع ومقدّراته.
انتفاضة أكتوبر العراقية، هي أبلغ احتجاج شعبي على طغمة الحكم، طغمة الأقلية المستبدة، التي وصلت الحكم وتمترست به، باسم الديمقراطية التي لم يرَ منها الشعب سوى شكليّاتها، مستندة على نهج المحاصصة الطائفية السياسية، والتزوير وتزيف إرادة المواطنين، عبر منظومة انتخابات غير عادلة فرضها المتنفذون بهدف ترسيخ وجودهم بالسلطة عبر تحالفها مع شرائح وفئات طفيلية وبيروقراطية وكومبورادورية، وأصحاب المصارف ومهرّبي النفط وتجّار الصفقات المشبوهة، مشكّلين جميعاً منظومة فساد نخرت مؤسسات الدولة.