الكوارث والأزمات وآخرها أزمة الكورونا تكشف الوجه الحقيقي للنظام السائد، حيث تنهار نظم الرعاية الاجتماعية والصحية كنمر من ورق أمام فيروس طبيعي يتكرّر كل بضعة عقود. الطبقة العاملة التي كانوا يريدون خفض أجورها، تقف على خط التماس، من طبيبات وأطباء، وممرضات وممرضين، وعاملات وعاملين في الصحة والإغاثة والدعم الاجتماعي والنقل وغيره، فيما أصحاب المصارف والمليارات يختبئون وراء أسوارهم. العلماء ينكبّون على الأبحاث، فيما دولهم كانت تحجب عنهم التمويل، لصالح احتكارات شركات الدواء الخاصة الكبرى، ولتمويل الأبحاث العسكرية وشنّ الحروب.
بين خيار حماية المجتمع والفئات الهشّة، وبين الاقتصاد والربح، يختار رأس المال استمرار الربح على حساب حياة الناس. هذه هي خيارات ترامب وجونسون وغيرهم من ممثلي تيار الفوقية والعنصرية، وحيث لم تقم الحكومات الأخرى بهذا الخيار كان السبب خوفها من غضب الناس، لا خيارتها الذاتية.
أيام قليلة كشفت للبشريّة ما كان انكشافه يحتاج عشرات السنين، ولعلّ ذلك سيدفع قدماً ومجدداً خيار الاشتراكية وأولوية سلامة وأمن واستقرار الإنسان الاجتماعي والصحي والتربوي والاقتصادي، على مصالح الربح والاستغلال ومراكمة الثروة.
"إما الاشتراكية أو البربرية"، وهل من بربريّة أوقح من الرأسمالية التي تطرح علينا اليوم وكلّ يوم، الموت بالكورونا أو الموت جوعاً؟
إما الاشتراكية أو البربريّة
الرأسمالية هي نظام استغلال الطبقة البورجوازية التي تمتلك وسائل الانتاج، للطبقة العاملة وباقي فئات المجتمع. تتفاوت حدة الاستغلال وقسوته بحسب موزاين القوى الاجتماعية والطبقية في كل دولة، وبالتالي بحسب النموذج الرأسمالي المتبع، لكنّ النمط السائد والأساس هو استمرار تركّز وتمركز الثروة لدى قلّة قليلة حاكمة على حساب أغلبية المجتمع.
النداء 2024. حقوق المنادى فقط محفوظة.