لا توجد مظلومية في تاريخ الشعوب الحديث تعادل في حجمها وعمقها واستهدافاتها السياسية مظلومية الشعب الفلسطيني. لقد شهدت العقود الماضية جريمةً تاريخية تمثّلت بسرقة الأرض وتهجير وقتل وحصار الشعب، وسط خطة محكمة للحركة الصهيونية، ومع دعم بريطاني ثم أميركي لا محدود طوال هذه الفترة كقاعدة متقدمة ذات دور ووظيفة لصالح القوى الامبريالية ومشروعها في المنطقة. وانعكست تلك الجريمة التاريخية على الدول المحيطة بفلسطين، حيث يعيش في كل منها الآن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون أيضاً من التمييز والعنصرية والحرمان والتضييق والاستخدام الداخلي والاستغلال الطبقي، خاصة في لبنان والأردن.
" نحن لا نتعوّد يا أبي إلّا إذا مات فينا شيء. تخيّل حجم ما مات فينا حتّى تعوّدنا على كلّ ما يجري حولنا."
ممدوح عدوان – من رواية "أعدائي"
لا يختلف اثنان، ليس في لبنان فقط إنّما في العالم أجمع، بأنّ العنصرية اللبنانية هي في أوجها تراكمت عبر السنون وتعمّقت في الفكر اللبناني لتصبح هي الفكر السائد والطبيعي لنمط العيش ليس داخل المجتمع وإنّما في نظامٍ عنصري بدائي. يتم التخفيف من عنجهيته عندما يوصف بالطائفي فقط.