كلَّ ليلةٍ.... عنّا التعبَ تمسحين
ولكِ مفردةُ الوجودِ.... تسبغين
كالحَوْرِ أراكِ.... ذاتي تُصبحين
لأولدَ فيكِ روحاً... أنّى تمضين
تُلهِبُنا حروفُ أكوانكِ...... يداك
بصلاةِ عينيك........ لنا تعانقين
تخنقنا العَبراتُ......... كلّما نكبرُ
بينما... كلّ مساءٍ... فينا تذوبين
كلّ عام وأنتن أجمل الأمهات...
*
أنا صورة أبي رسمتني أمي
وطرزّت أحلامَها بي
ومرّةً تركتني أكبر
فقط أبحر
وكفاها الندى
سماؤها عينان لا تضجران
ويداها المدى في السنين تحفران
إسماً وأكثر
ودمعةً على خدِّ شمعة
تضيءُ دمائي
أغصانَ عمري وثرى الدربِ...
أنا صورة أبي رسمتني أمي
حمّلتني فجرَها
ورُحتُ بالحُبِّ أعبرُ صدرَها
أقوى الكائناتِ كان صبرُها
لم أغادر عمرَها
إنّما سِحرُها
كلُّها أجملُ ما بي...
أنا صورة أبي رسمتني أمي
وطوتْ لياليها بصبح وجودي
لم يكُ الوجودُ حدودي
سافرتُ في سرِّها
وفخرُها أنّي ملحُها
عُذرُها أنّي بوحُها
ما أشبهني ببأسِها
بأمسها وغدها،
رسمتني مرّةً على صورتي
فكنتُ الأبيّ،
ومزجتني بدعاء نبي،
فاصطفتني الكلمات
وجدلتني الذكريات
ولا زلتُ أكتبُ اشتهائي
عبراتٍ وأغنيات،
لا زلتُ على وجهها أطفو
على زهر ثوبها أحلو
في روحها أحبو
كلّما لامستْ سرَّ السماء
كلّما خاطتِ العمرَ بوجهي
ترفعني الأسماء
وبي شبهة من ترابي...
وحفَدتي يُشعلون سيرةَ الإِباء، من غدي،
وغدي فعل النداءِ إليها
وبي بضعةٌ، بعضٌ من نبض أترابي ورجاء،
أنا صورة أبي رسمتني أمي،
وجهاً أستعيدُهُ كلّما ضجَّ صدري بالبكاء
وبي كفّان من أرضٍ وسماء
بي صورةٌ من وجهِ نبي...