الأمين العام للحزب الشيوعي التركي "كمال أوكويان" للنداء: نرفض التدخلات في سوريا وننتقد نهج حزب العمال الكردستاني

موقف الحزب الشيوعي التركي من الكفاح المسلح الذي يخوضه حزب العمال الكردستاني (PKK) واضح تمامًا. فهذا الصراع يؤدي إلى تقسيم الطبقة العاملة، وحصر الشعب الكردي في إطار قومي وليبرالي، وتطبيع التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتوفير مبررات لتدخل القوى الإمبريالية في المنطقة، فضلًا عن إعطاء ذريعة للأنظمة القمعية لممارسة سياسات عنيفة ضد السكان المدنيين.

ما هو موقف الحزب الشيوعي التركي (TKP) من تدخلات الحكومة التركية في سوريا؟
لم يبدأ التدخل التركي في سوريا مؤخرًا، بل يعود إلى عام 2011، حيث استغل حزب العدالة والتنمية علاقاته بالقوى الإسلامية الإقليمية والاضطرابات الاجتماعية في سوريا لبناء أرضية لتحقيق أهدافه، وذلك بالتنسيق مع دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة التي سعت إلى تغيير النظام في سوريا. نطلق على هذه الأهداف مصطلح "العثمانية الجديدة". في تركيا، نشأت هذه الاستراتيجية من تلاقٍ بين احتياجات الطبقة الرأسمالية، والرؤية الإمبريالية لحزب العدالة والتنمية، وخصائصه الإسلامية، ما أدى إلى الإضرار ليس فقط بسوريا، ولكن أيضًا بالشعب التركي.
ومنذ البداية، اتخذ الحزب الشيوعي التركي موقفًا واضحًا وحاسمًا ضد التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، إلى جانب تداعيات ذلك مثل تراجع العلمانية في تركيا، والتغيير الديموغرافي المدفوع أيديولوجيًا بسبب موجات الهجرة الكبيرة، وانقسام الطبقة العاملة نتيجة الخطاب المعادي للمهاجرين. ومع التطورات الأخيرة، دخلت سوريا مرحلة جديدة من التفكك، حيث وسعت إسرائيل الأراضي التي احتلتها هناك، وبدأت القوى الجهادية المسيطرة بتنفيذ مذابح. لا يرى الحزب الشيوعي التركي أي جانب إيجابي حتى ولو ضئيل في هذه الأحداث.

كيف تقيمون النداء الأخير الذي وجهه عبد الله أوجلان لوقف الكفاح المسلح؟
موقف الحزب الشيوعي التركي من الكفاح المسلح الذي يخوضه حزب العمال الكردستاني (PKK) واضح تمامًا. فهذا الصراع يؤدي إلى تقسيم الطبقة العاملة، وحصر الشعب الكردي في إطار قومي وليبرالي، وتطبيع التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتوفير مبررات لتدخل القوى الإمبريالية في المنطقة، فضلًا عن إعطاء ذريعة للأنظمة القمعية لممارسة سياسات عنيفة ضد السكان المدنيين. لذلك، وعلى عكس بعض التنظيمات "اليسارية" الأخرى، لم يمنح الحزب الشيوعي التركي أي دلالة إيجابية لهذا التنظيم.
من هذا المنظور، فإن التخلي عن السلاح يعني في الواقع تخفيف حدة الصراع الذي يؤجج العداء بين الطبقات العاملة. ومع ذلك، لا يتبنى الحزب الآمال بأن هذه العملية ستؤدي إلى دمقرطة تركيا أو حل القضية الكردية، إذ إن المسألة الكردية ليست مجرد قضية هوية، بل هي في جوهرها قضية طبقية. وفي ظل الرأسمالية، لا يمكن إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل العميقة.

كيف تقيمون دور تركيا على المستوى الدولي والتناقضات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية؟
لقد دفع المستوى الذي وصلت إليه الطبقة الرأسمالية في تركيا البلاد نحو اتباع سياسة خارجية أكثر طموحًا. في هذا السياق، نلاحظ أن الرأسمالية التركية تحاول لعب دور قيادي في ثلاث مناطق تشهد تنافسًا حادًا: الشرق الأوسط، والقوقاز، والبلقان. وتسعى تركيا للحصول على حصة أكبر ليس فقط في هذه المناطق، ولكن أيضًا في أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية (مثل السودان)، مستغلةً الكثافة السكانية المسلمة في تلك الدول.
إلا أن الاقتصاد التركي يعاني من مشكلات هيكلية خطيرة، كما أن التوترات السياسية والاجتماعية في البلاد تتراكم. ولهذا السبب، فإن تحركات حكومة أردوغان لتعزيز النفوذ الإقليمي تؤدي في الوقت نفسه إلى إضعاف تركيا بشكل خطير، حيث تدفع الطبقة العاملة، التي لا تزال تعاني من ضعف التنظيم، الثمن الأكبر وستستمر في دفعه. إن الذهنية التوسعية للعهد العثماني الجديد لديها حتى القدرة على زعزعة أسس الجمهورية التركية.
موقفنا واضح: تركيا المستقلة ذات السيادة تستطيع ضمان أمنها من خلال نظام قائم على الطبقة العاملة. نحن ندعو إلى تركيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتنسحب من جميع التحالفات والكتل الإمبريالية، وتغلق القواعد الأجنبية، وتخرج من حلف الناتو. هذا هو هدفنا.

ما هي النقاط الرئيسية في البرنامج السياسي للحزب الشيوعي التركي ونضاله داخل تركيا، وما هي تحالفاته؟
الحزب الشيوعي التركي مصمم على مواصلة نضاله ضد الاستغلال الرأسمالي، والإمبريالية، والرجعية الدينية، في آنٍ واحد. نحن لا نتعاون بأي شكل من الأشكال مع الأحزاب الرأسمالية أو مع القوى "اليسارية" التي تتبع تلك الأحزاب، وهذا موقف مبدئي لدينا.
نعمل على بناء تحالفات تستند إلى الديناميكيات الاجتماعية، ونحاول خلق قنوات لاستقطاب القاعدة الاجتماعية للتراث الجمهوري في تركيا—والتي تُركت دون تمثيل وتبحث عن اتجاه—لدفعها نحو تحقيق هدف الاشتراكية. هناك ظروف مناسبة لتحرير الطبقة العاملة من الخيارات الوهمية التي يفرضها النظام، ونحن نسعى لاستغلال هذه الظروف، ونحقق تقدمًا حتى لو لم يكن بالسرعة التي نرغب فيها.

  • العدد رقم: 428
`


النداء