في الديانة التاوية " كارما "... هي البعد الأخلاقي الإنساني، والمعنى من أجل أن يمتلكَ الإنسان روحَ إنسانٍ وإنسانية... هاك، رضوان كان يضحك بامتلاء فرحٍ وتوجُّد، يمسرح هذا الوجعَ الممتدّ من صياح الديكة... إلى مخاضٍ عسيرٍ عند حافة الكون، ويقول عشقاً حبَّاً وكلمة، تلك رصاصةٌ للعقل والقلب، وهو لا يضرب عبثاً، كان الحلم واليقظة، والندمانُ والسُّمار تمسرحُ الصعاليك، فكانوا ثوران الأنبياء... والأشقياء بعبق الإفصاح عن المدامع والملامح...
وليس لعاشقٍ أن يستريح، وقد ضجَّ بخزين الأكوان... يجترحُ كائناتها، يقول قليلاً من الهدوء للموت... كما للحياة، وكان... كيف كان يفرك دلوك النهارات لدلوك الموسيقى...؟ وبين شفتيه لفافةُ الإحتراق، تخرق الدَّمَ والقمر، ثمَّ يُفتِّتُ البوح والثرى، الأسماءَ المستعادة كأضحية المواسم، وغضبَ الفقراء...
وكان الواقعَ في الواقع يضمّخُهُ العذابات، استراقاتِ الحلم والبحثَ عن المعنى، ركوبَ الأخطار النفسية الثقافية حتى يعزلَ الغثَّ من السمين، صُّوانٌ يقهرُ القهرَ، الأضاليل والأباطيل، وهو الماثل في الضروع، وإن استوى بين الحياة والموت، فهو في مكانه بيننا لأحلامٍ لا تنتهي...
... والكلمات يداه... تترسَّلُ ضوءاً إلى كمال، حيث لمَّا يزل يرفل ببندقيةٍ أزهرت بلاداً وضوءاً وأزاهير، وهو في هذا الألقِ يفتح النّارَ على البراكين، يمنح الوديانَ والسهول، التلالَ والجبال والذرى أسماءَها، أحلامَنا، شغفنا، وجوهنا على الدُّروب، ونحن في هذي الملاحم نرقص ونغنّي، فلا تنحني هامة، ويأخذ بقصائدنا ومقاصدنا إلى بيته " جميعاً "، ونحسبُ اللحظة الدَّهرية خشوعاً وصلاة، وهذه الرحلة كيف نقرأُ هؤلاء...؟ المقاومُ بالكلمة، المقاوم بالرصاصة، كيف كنَّا معهم، ونكون بعدهم...؟
يمشون مثل الرّياح والأمواه، يكتبون يرسمون مشاهد الينابيع، والناس صورهم، مع كلّ طلقةٍ وكلمةٍ نمشي إليهم، ولم يتبقَ غير الحلم، يداعبنا بريشة شاعرٍ ومقاوم، ولنا خطىً تستمرُّ تتسمَّرُ أحياناً مثل الثريا، وفي كلّ هذا الحبِّ تقصّدٌ، نقصدُ أن تكون أنتَ خالياً من ثرثرةٍ وفزَّاعات، ولا يُرعب الشجيرات قسوّة الريّاح، ولأنّك لا تعير اهتماماً لألم داخلتك، تترك للظلال... تصرمُ الأيامَ بهواءٍ مبسَّط، وحينما يتأخر الحظ عنك لا تلتفت إليه، تمضي بتلاوة الحكايات، تلك، سوى وقتٍ قصيرٍ يطرد النوم، ومرَّةً تشخص بقبر أحلامك، تتسلقه لتمتنع عن النسيان، لتذهب بكبرياءٍ لا ينطفئ مثل الدّماء.