عام 2013، اتخذت الصين خطوات ملموسة نحو إرساء علاقات اقتصادية ثنائية مع الدول النامية كجزء من إحياء "طريق الحرير" القديم. ومن خلال استعارة الرمز التاريخي لهذا "الطريق"، تبنت الصين مفهوم التنمية المتبادلة وتابعت بنشاط الشراكات الاقتصادية مع الدول الحديثة التي كان طريق الحرير يمر عبرها. تؤكد السياسة الخارجية للصين على بناء مجتمع ذو مستقبل مشترك ومسؤوليات مشتركة مع الدول الأخرى. وقد أولت الصين من خلال هذه الاستراتيجية اهتمامًا خاصًا بالمنطقة العربية، وذلك لاعتمادها على الوقود الأحفوري، ولكون المنطقة شريك طبيعي للصين لوجودها على طريق الحرير.
يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لطرح مبادرة "الحزام والطريق"، حيث طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 المبادرة والتي لاقت إقبالا كبيرا من مختلف الدول، ليحقق التعاون في إطار "الحزام والطريق" العديد من الإنجازات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف التي آمنت بها.
في كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني أشار الرئيس تشي جي بينغ إلى أن العالم وصل إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخه، حيث يتوقف اتجاه سيره على خيار شعوب دول العالم. وفي ختام زيارته لروسيا التي أجراها مؤخراً صرح الرئيس الصيني بإن "هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام. وعندما تجتمع روسيا والصين معاً، فإنّهما ستقودان هذا التغيير".
في مقابلته التي أجراها مؤخراً مع صحيفة الشرق الأوسط، أشار وزير الخارجية الصيني إلى المثل العربي القائل (الصديق الحميم قريب و حتى لو كان بعيداً) للدلالة على أنه ورغم بعد المسافة التي تفصل بين بلدنا والبلدان العربية ولكن القواسم المشتركة فيما بيننا تدفع باتجاه تعزيز العلاقة التي تربطنا وتحولها إلى شكل استراتيجي بعيد المدى.
يزداد الدور الذي تلعبه جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني في منطقتنا، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وتشكّل هذه التطورات أهمية قصوى بالنسبة إلى الشباب العربي لأنّها تساهم في صياغة مستقبل جديد من العلاقات الدولية والتبادل التجاري والتعاون السياسي بعيداً عن سياسات الهيمنة والاستئثار وخلق الفوضى والحروب والنزاعات التي كانت سائدة حتى اليوم.