فكرة الانتماء لحزب عمره مئة عام تثير الرهبة والمسؤولية والعزة في نفوسنا، خاصة عند الكتابة بمناسبة مئويته. فمئة عامً من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني، من العمل النضالي والسياسي، تمثل رحلة مليئة بالانتصارات والانكسارات، مغمسة بالآمال والخيبات. لكن هذه اللحظة كانت مختلفة. إنها ليست فقط كتابة عن الحزب، بل هي استرجاع لعلاقة شكلت جزءًا من حياة أجيال متعاقبة. لقد عاش الشيوعي اللبناني ليس فقط كمناضل، بل كإنسان يحمل أحلام وطنية وقيم إنسانية عميقة. تلك العلاقة التي تتجاوز الكلمات، تمثل هويتنا، وأحلامنا، والتزامنا المستمر بالمقاومة والتغيير.
أثبت المسار التاريخي أنّ الصراع مع العدو الإسرائيلي تحكمه سياسة الحديد والنار، وما كان الرهان يوما على المؤسسات الدولية لحماية استقلال وثروات لبنان وإعادة أراضيه المحتلة. ولكن وبذهاب السلطة السياسية للموافقة على هكذا اتفاق، فإننا سنقارب هذا الموضوع من خلال قراءة أبعاده القانونية عبر البحث بتعريف ترسيم الحدود وتبيان المسار اللبناني ومخالفاته، ثم سنعمد إلى تفنيد بنود الاتفاقية ومخاطرها لنتوصّل أخيرا إلى تحديد آلية التصديق عليها.