في النداء، نحاول مع كل نصّ الإجابة على سؤال وحيد يبدو لوهلة، بسيطاً: "كيف يمكن للإعلام أن يعمل من أجل العدالة الاجتماعية والتحرّر الوطني؟" كيف يكون الإعلام إذاً ماركسياً، بما يحويه هذا البحث من تطوير أساليب لتفكيك النظرية الاستعمارية وتحرير الفكر، فكر المحرومات والمحرومين؟
على النظرية الماركسية للإعلام اليوم، كما يقول الباحث الماركسي في مجال الإعلام فينسينت موسكو "أن تُظهر كيف أن التواصل والثقافة جزء من الممارسات الماديّة، وكيف أن العمل (بمعناه الماركسي) واللغة يتشكّلان بشكل متبادل، وكيف يكون الإعلام والمعلومات لحظات ديالكتيكية لنفس النشاط الاجتماعي، أي البناء الاجتماعي للمعنى. إن تعيين موقع هذه المهمّات في الإطار الأوسع لفهم السلطة\القوة والمقاومة، يحدّد موقع الإعلام مباشرة في سيرورة الموروث الماركسي الحيّ حتى اليوم."
ويقع عاتق تطوير المفهوم الماركسي في الإعلام علينا اليوم في إطار إنتاج المعرفة، إنتاج بديل للمعرفة المنحازة لمصالح البورجوازية، والتي يقدّمها إعلام الإستابليشمنت. عملنا اليوم إذاّ هو في تثبيت مركز إنتاج المعرفة في موقع مختلف عمّا تريده الرأسمالية، والانحياز للأضعف، والأقل تمثيلاُ، والأصغر حجماً في الرواية، والأضعف صوتاً في سرد القصة.
النداء إذاً ليست موضوعية، فالموضوعية وهم المسيطِر. الموضوعية وهم ربّ العمل الذي يقول للعاملة والعامل بأنهما منحازان لطبقتهما. النداء منحازة وبوضوح، للطبقة العاملة والمعطّلين عن العمل، والمهمّشات والمهمّشين، واللاجئات واللاجئين، والفلاحات والفلاحين، وكل أولئك غير المرئيين.
في هذه المناسبة، من الضروري دعوة كلّ من ترى أن لها أو له ما تقولانه في تحليل الرأسمالية وأشكال الاستغلال المختلفة، وبالتالي، أساليب مقاومتها، ندعوهما للكتابة معنا، لجعل هذه المجلة أكثر فأكثر، مكاناً لقراءة النظام المهيمن وتفكيك أدواته.
دعوة لنكمل كتابة الخط السياسي الفكري للحزب الشيوعي اللبناني.
والدعوة أيضاً للاشتراك بالمجلة، دعماّ منكن ومنكم للفكر الشيوعي.
والدعوة الأخيرة، دائماً، لقراءتها.
أوجّه التحية لكلّ من تعمل ويعمل في المجلة معنا اليوم، الرفيقات والرفاق: أدهم السيد، جبران مصطفى، لينا بعلبكي، جنى نخال، كاترين ضاهر، أحمد وهبي، وليد الهادي، ريم الخطيب، والكثيرين غيرهم. كما نذكر من اللذين فقدناهم، الرفيق مخايل عون الذي ترك مساحة كبيرة سنعمل جاهدين لملئها. والشكر الأكبر للرفيق مسؤول الاعلام في الحزب لدعمه ومواكبته وتشجيعه لنا ولأفكارنا واقتراحاتنا غير التقليدية أحياناً.
في هذه المجلّة -وبالرغم من كل الصعوبات من إيجاد كاتبات وكتّاب، حتى توزيع الأعداد، وأخيراً تذكير الناس بأن القراءة عمل سياسي أيضاً- نحاول في كل عدد، أن نرى كيف كان ماركس مرّة أخرى، على حق.