انتهت الهجمة الأميركية على فنزويلا. واختفت كاراكاس من مقدّمات النشرات الإخبارية، وكأن الحياة عادت إلى طبيعتها في بلد الثورة البوليفارية.
لكن الحرب على فنزويلا ومشروعها لم تنته. بالمقابل، ما يحدث في كاراكاس اليوم أجمل ممّا نتوقّع: خفّت حدّة الهجمة الإمبريالية، فعاد اليسار إلى العمل الداخلي، إلى إعادة تصويب الصراع، وإلى الدفع مجدّداً باتّجاه الـ"تشافيزية".
مع تراجع وتيرة التهديدات الأميركية العلنية ضد فنزويلا، في الأسابيع الأخيرة، وانخفاض نبرة المسؤولين الأميركيين حيالها، قد يتراءى للبعض أنّ ذلك يؤشّر إلى انتهاء سياسة العداء لفنزويلا، التي بدأت مع وصول هوغو تشافيز إلى رئاسة الدولة عام 1998. لكنّ واقع الأمر هو غير ذلك، فعداء واشنطن للنهج البوليفاري التشافيزي، هو هو، بالأمس واليوم.
أسأل لوكاس، ذلك الرفيق الأميركي الذي قرّر أن يعيش هنا ويكتب عن فنزويلا ويفضح الهجمة الإمبريالية: "أتشعر بالإحباط؟"
"إحباط؟ هنا؟ مستحيل! هذا شعب ينتشلك منه"، يضحك وهو يأكل الآريباز الشهية التي قرّرنا أكلها في مطعم شعبي.
لوكاس، وضمن مجموعة من الصحافيات والصحافيين الشيوعيين، يعملون اليوم في فنزويلا لنقل واقع مختلف، لصنع إعلام آخر، بروباغاندا بديلة، أي ما يرونه وماتراه الدولة كأحد أهم فضاءات الصراع الحالي.