لا يتورّع أياد وهبه، ينسجُ عباءةَ اعتمالاتهِ الإنسانية، يسري بنا بفيوضات أن نكون في تلك البداءة الأولى للحياة، يأخذ الأكوان على مقاس القلوب، وهي لا تُقاس، ينفحُ في أرواحِنا ملامحَ اللحن والأداء والقصيد، وهو المقيمُ على ثغر القُبلِ وأفوافِ الأزاهير، تزهَى بتلاتُها كي نكونَ في فؤادِ طفلٍ... طفلٍ يتمدّدُ رجُلاً في أحشاء أغانيه، تلك المدرسة... أم هي الأرض، الوطن، الإنسان، الحُلُمُ والألم، الأملُ من حِلْمِ أياد وهبه، وقد انتبهنا لشمسهِ تطلع علينا، لقمرهِ الفضيِّ، لأقمار أرجوانهِ، يغسلها بشغاف التوجّدِ، بشغف الحنين، وهو في كلِّ نفسٍ تُساكنُ أوتاره، تتهادلُ من معين الفِكَرِ والقضايا الوطنية، من إنسانٍ لا يكفُّ عن مرآةِ ذاتهِ، تشتعلُ، تزدادُ عبقاً وطيب.
وأياد من أسفار الضوء، يرسمُ الكلام والمشاعر بمداد القناديل، نطوفُها بنشيجٍ يُبشّرُ بكسر المنافي، بالتغيير لكشحِ غلسَ المنافقين، الفاسدين، يُعلي الصوت للوطن الجريح، لذاكرة الأهل والأصدقاء والرفاق، وهم شجرة الحياة، بأفيائها نتبتّلُ، نكون في أغصانها، في جذورها؛ فلا نذبل، والأكفُّ مفاتيح المستقبل، أحمال التعب والعرق، والجباه المضّاءة بجوارح المعاني، تترسّل كبشارات الفرح، وليس غير جراحٍ مذّهبةِ الأصيل، يعتنيها بأصالةٍ ونُبل، يوشِمُ ملاءاتها كسادنِ الرؤى، يتنبّى فحواها، لنعبر السنين الضوئية...
شوارعُها المتذاكرةُ الحشود، ميادينها... عمودها الفقري بانكشاف الظلمة، باكتشاف الضوء، بتحوّلاتٍ مصيرية، بتشكّل الروح والجسد، يبتنيها أياد وهبه بأمانيننا، بشدوٍ من سقف القبضات، حتّى تُسوّى جُدُرُ العزل والظلم بالأرض، حتىّ تستوي الأحلام على قدرِ التضحيات، على قدر الشهادات، كي نكون أو لا نكون، ونكون معاً، مع أياد وهبه، يؤرّخ القضايا بمنهجية القدرة على إيصال الشعلة، على التواصل الاجتماعي الحضاري، يؤرشف ذاكرات إنسانيتنا، يستمرُّ ساعياً إلى هدفه، مدفوعاً بالسعيّ والنضال، وفي السعي شيءْ من الكمال، نتكامل وأياد على طريق الحياة، نصغي لتجلّياتهِ، لدماثته، لعنفوانه وكبريائه، لعطائه المميّز...
أياد وهبه، الإنسان الإنسان، شكراً لك.