الفدائيون الشيوعيون الأربعة يعــلنون صــورة الوطــن *

ــ "هكذا هو الوطن"..
قالوها :
صوتاً ثورياً كما الحقيقة..
وفكراً شيوعياً كحدِّ السيْف..
ودماً بهيّاً كضوء الشفَق.. وفداءً عظيماً كعَظَمةِ الحرية..
قالوها: أشلاء تفجّرتْ لتغسلَ وجه الوطن، ولتُطهِّرَ جسَدَه ولتقدِّسَ اسمه..
***


ــ "هكذا هو الوطن"..
قالوها وأعلنوا صورة الوطن على مثل الصورة ِ التي رسمتها أجسادُهم: مجتمعةً، متداخلةً، متعانقة. أجسادُهم الآتيةُ إلى الصورة من كلِّ جهات الوطن، من كلِّ الخطوط الخُضرِ والحُمرِ، وغيرِ الخطوطِ الخُضرِ والحُمرِ، التي تُشكِّلُ خارطةَ الوطن..
قالوها، ودخلوا في ترابِ الوطن دخولَ الشمسِ والمطرِ والخَصب.. وانتشروا في شرايين الوطن انتشارَ الحياةِ في شرايين الكائنِ العظيم: الإنسان..
***
ــ "هكذا هو الوطن"..
قالوها، وذهبوا إلى ساحةِ الفداء الأعظم قافلةً جديدةً من الفدائيين، كي يذهبَ الوطنُ إلى صورته النقيّة كما أزهرتْ وتوهَّجتْ في عيونُ كلِ الشهداءِ والفدائيين الحالمينَ بوطنٍ حُرٍّ وشعبٍ سعيد..
***
ــ "هكذا هو الوطن"..
هكذا هي خطوطُ التكوينِ لصورةِ الوطن..
الياس وحسام، ناصر وميشال... بعلبك وتنّورين، طرابلس وبْتِغرين.. ثم تكتملُ خطوطُ التكوين باسم الجنوب المقاوِم، وباسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية..
هي أسماءُ تتخطّى مسمِّياتِها الخاصة، لتذهبَ إلى الأوسع والأشمل، أي تستوعبُ معنى الوطن/ الحلم كاملةً، أي لتُعيدَ صياغة الوطن/ الوحدة جديداً..
هي أسماء، لكنْ هي أيضاً أفعال..
كلُّ اسم منها فعلٌ يقتلعُ حاجزاً تقسيمياً أقامه أعداءُ الوطن في أرضِ الوطن..
كلُّ اسمٍ منها فعلٌ يهدمُ جِداراً ركَّزه الأشرارُ بين هذه المنطقة وتلك من مناطق الوطن، لتقطيعِ وحدةِ الوطن ووحدةِ شعبه، أي وحدةِ القوى الحيّةِ الكادحةِ من شعبه..
كلُّ اسمٍ منها فعلٌ إبداعيٌّ يدخل في عمليةِ التشكيل الثوريِّ لمصير الوطن...
***
يا هذه الأسماء/ الأفعال، شكراً...
يا حزبَنا العزيز، شكراً..


* توجّه الشهيد المفكرحسين مروة بمقالةٍ إلى كافة الفدائيين والشهداء الشيوعيين الذين فَدَوْا الوطن اللبناني بحياتهم، مقدِّماً صورةً رمزيةً عن أربعة فدائيين شيوعيين لبنانيين قَدِموا من سائرِ جهات الوطن بكل فئاته وطوائفه "دون تقطيع الوطن ووحدة شعبه"، باسم الجنوب اللبناني وباسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي يصادف ذكرى إطلاقها في شهر أيلول (سبتمبر)، العام 1982...
المقالة هذه نُشِرت في جريدة "النداء"، بتاريخ 23/ 10/ 1985 (تعليق هناء. م)