حزب وحدة الشعب والوطن والتحرير والتغيير والمستقبل

يوم 24 تشرين الأول 1924 ، هو تاريخ ولادة حزب من نوع جديد .. حزب ليس لذاته .. ولا لطائفة أوعائلة أو زعيم .. إنه الحزب الشيوعي اللبناني ، حزب الشعب .. حزب الوطن وتحرير الإنسان والمجتمع من الظلم على أنواعه .. لقد شكّل بدوره ونضاله ، استمراراً لمسيرة شعبنا التاريخية للتخلّص من السيطرة العثمانية ، وفي المرحلة الجديدة ، ضد الإنتداب الفرنسي ، وللحصول على الاستقلال .


فقد شكل هذا الحزب في بنيته البشرية وفي أفكاره وأهدافه العابرة للطوائف ، جسراً جامعاً للبنانيين . وإضافة الى وجهه الوطني ، كان في وجهه الإجتماعي تعبيرا نضالياً عن وحدة مصالح وحقوق الطبقات الشعبية والعمالية في كل لبنان . والمسلّم به، انه قام بالدور الريادي في تأسيس النقابات العمّالية المستقلة ، وتوحيد الحركة العمّالية والنقابية ، من أجل انتزاع حقوقهم في العيش الكريم . لقد جسّد الحزب في دوره النضالي الوحدة بين الوجهين الوطني والإجتماعي . فقام بدور بارز في معركة الإستقلال ، ثم في المؤتمر الوطني عام 1943 ،غ تجلّى بخاصة بدور قائده فرج الله الحلو ، وتكليفه بالتعبئة الشعبية حيث ملأت الحشود الساحات والشوارع في مختلف مدن لبنان ، كما قام بالدور الأساسي في تشكيل الإتحاد العام لنقابات العمال والمستخدمين وبرئاسة القائد النقابي والشيوعي مصطفى العريس .. وقد استطاعت التحركات العمالية في حينه أن تفرض إقرار قانون العمل المعتمد حتى الآن ، عام 1946 .
لقد ناضل هذا الحزب لحماية الاستقلال ضد محاولات الدول الاستعمارية في الخمسينيات ربط لبنان بعجلة أحلافها العسكرية ، وشارك بانتفاضة عام 1958 ضد التجديد لرئاسة كميل شمعون وسياسته المرتبطة بالغرب الاستعماري .. وعندما تفاقمت الأزمة الإقتصادية - الاجتماعية أواسط الستينيات مع إنهيار أزمة بنك أنترا ، وترافقها مع تخاذل السلطة إزاء إعتداءات إسرائيل على مطار بيروت آواخر 1968 ، وغيرها ، تصاعدت النقمة الشعبية ضد تخاذل السلطة وعجزها وطنياً وإجتماعياً ، مُطالبةً بتحركاتها الشعبية المتكاثرة بالإصلاح الضروري . لكن هروب الطبقة السلطوية من تحقيق الإصلاح اللازم، جعلها تلجأ الى القمع لعمال معمل غندور مثلاً، وللطلاب ومزارعي الدخان في النبطية، ولمساندة ميليشيات مشروع طائفي لتفجير الحرب الأهلية . وكان اغتيال معروف سعد على رأس تظاهرة صيادي السمك دليلاً على أبرز جنوح السلطة الى القمع الدموي والحرب الأهلية ..
لقد قام الحزب الشيوعي في تلك الظروف مع حليفه كمال جنبلاط وأحزاب وشخصيات وطنية أخرى بتشكيل الحركة الوطنية وبرنامجها للإصلاح المرحلي ، لبدء إخراج لبنان من مستنقع الصراعات الطائفية الى لبنان السيد العربي الديمقراطي العلماني الذي يحفظه ويمنع تقسيمه، وللتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى دولته الفلسطينية المستقلة على أرضه .
وعندما شنت إسرائيل حربها على لبنان وصولاً الى بيروت ، وبدون تحرك السلطة ضد هذا الغزو ، كان للحزب الشيوعي الدور الريادي مع حلفاء له في إطلاق جبهة المقاومة الوطنية لمقاومة المحتلين في 16 أيلول 1982 . وهي بمبادىء أحزابها وبمقاوميها وشهدائها من كل لبنان ولكل لبنان وجهّت ضربات مؤلمة للمحتلين إضطرتهم للتوجه بمكبرات الصوت ، للطلب من أهل بيروت أن لا يطلقوا النار " لأننا منسحبون " ووصل اتساع مشاركة قوى أخرى في المقاومة الى الإنسحاب المذلّ للمحتلين في أيار عام 2000 .

إنّ استمرار نضال الحزب في وجهيه الوطني والاجتماعي ، كان له دور مهم في التحركات الشعبية الكبيرة رداً على إهمال السلطة مشكلة النفايات.
ثم في تحرك هيئة التنسيق النقابية الذي شارك فيه حوالي مائة الف معلم وموظف لشهور طويلة ، للمطالبة بحقوقهم .. ثم في انتفاضة 17 تشرين المليونية التي كان للحزب فيها دور مهم شمل جميع المناطق اللبنانية . وقد شكلت بحجمها وبتخطّيها للحواجز الطائفية وزعمائها ، مثالاً جلياً للتوحيد الشعبي على قاعدة المصالح الإجتماعية المشتركة وضد السلطة السياسية وفسادها .
إن هذا الحزب ، في ضوء تاريخه وتجربته ، يطرح اليوم ضرورة مقاومة الخطر الصهيوني والمطامع التوسعية بطابع وطني لاطائفي ،
وإقامة دولة وطنية قادرة على حماية لبنان وابنائه.. دولة علمانية وديمقراطية وعدالة اجتماعية ، تنقل كيان لبنان من مساحة للمساكنة والتناقض بين الطوائف ، وتُحوّله الى وطن حصين وهوية شعب واحد . بذلك نحفظ لبنان وسلمه الأهلي وتحرره .

- تحيّة الى المؤسسين الاوائل لحزبنا الشيوعي
- الخلود لجميع شهداء النضال الوطني والاجتماعي .