وتحضرني للتو دائرة الاشتقاق لفعل الإرادة في هذه العجالة، كرغبة ملحّة في الاسترسال مستضيفا اسم الفاعل من أراد الذي يتعدّى بنفسه خالصًا لخدمة اللحظة التي تنتاب صاحبها بحيال الرغبة الإرادوية في تقصّي معدّلات ارتقاء المعنى، إلى دائرة التسمية ذات القيمة المضافة على صاحبها ذات خبر مفجع، إذ اقترن اسم المريد بالوفاة التي تركت أثرها البالغ لدى مجاورة الاسم الهائل الحضور في لائحة النضال الممتد إلى أكثر من سبعة عقود، ما شكّل سجلًّا ترك دويّه في عالم الصمود والتصدّي والتفاني والانحياز للقضية الفلسطينية، قائدا ومبادرًا ومفكّرًا ومنظّرًا ومناضلا لن تخلو الساحات من تلقّفه الأدوار التي خطفت الأضواء، والتي لم يدع فيها موقعا إلا واعتلى منابره، أو منفى إلا وكان نزيلا خلف قضبانه أو زنزانة إلا وكان أسير أضيق متّسعاتها، فيغدو والحال تلك مغلول التنفّس وحرية الاستنشاق، فيصبح الشعر متنفّسًا وكوّة على النور.
هو مريد البرغوتي وتشاء التداعيات أن يُكرّم بالانتماء إلى آله شرفًا وتشرّفًا؛ البرغوتيون الذين أفاضوا من كريم المحتدّ والتناسل بما أذهل واشتغلت به فلسفات علم الاجتماع والنفس كظاهرة تمغت التاريخ الحديث بها، كواحدة من أنبل ما صاغته حركة النضال الفلسطيني من تسامي الإيثار ورقي التفاني. وكأني بالاشتقاق الذي شكّل مستهلا لهذا الكلام لم يدع الساحة ترتاح من جوهر نسبه، فتراه يسحب عبر عباءة الصفة المشبّهة وشاحًا يظلّل الابن المبدع والشاعر الاستثنائي الذي يفيض على الإرث المكين الذهبي المذاق، آخذًا من الخؤولة والأمومة رضى ونبلا وسموّا لنستذكر مع الأم رضوى عاشور حكاية طالما ردّدها تميم في نظمه الطريف: كأنّي بكم تعاقبونها على حبّ الفلسطيني.