الصفحة 1 من 2

حسمت غرفة العمليات الغربية المشتركة قرارها بعد قراءة متغيرات الداخل السوري، وفيض هريان النظام البعثي ومؤسساته، وضعف الرافعتان: الإقليمية إيران، والدولية روسيا. وصدر الأمر في ليلة 27 تشرين الثاني بالهجوم الخاطف من إدلب. لتشهد سوريا زلزالاً أطاح بقوته النظام الاستبدادي من دون صدامات تذكر، ودماء تهدر. وازاح الزلزال بطريقه إيران وروسيا عن المشهد. وهروب رأس السلطة الاستبدادية إلى الخارج للنفاذ بريشه.


فوز دونالد ترامب الساحق على هاريس أطاح بكل التوقعات وإستطلاعات الرأي لكبرى المؤسسات الاميركية حول نسب التقارب "ع المنخار"، ويبدو أن منخار ترامب طويل جداً مثل "بينوكيو".

الأميركي يتصرف بحزم وقوة رادعة في المنطقة، ويعمل وفق منهجيات تكتيكية أحياناً لتكريس وحدانية سيطرته وهيمنته على الشرق الأوسط الجديد. وهذه مضامين حروبه التي لم تتغير بأهدافها، رغم المتغيرات الجارية على المستوى الدولي، ورغم تعمق أزمته، ورغم فتحه جبهات مواجهة ضد روسيا والصين وإيران. يعني، الأميركي يدير لعبة الحرب والسلم لحد الآن، ويعدل أجندة أولوياته تبعاً لأهدافه، ويتحين الفرص لتصفية حساباته مع خصومه ومعارضيه مرة بالأصالة عن نفسه، ومرة بإدارة حروبه بالوكالة كما هي الحرب المفتوحة على غزة ولبنان.

لم يهضم الاميركي ما وصلت اليه الأمور في منطقة الشرق الاوسط من متغيرات، بعد التمدد الإيراني وتأثيره في المنطقة العربية، والتمركز الروسي بقوة في سوريا، وتنامي الدور الصيني بشبكة علاقاته العربية، وصولا لإعلان بكين.

المجازر الوحشية اليومية للعدو الصهيوني على غزة والتي تستهدف الأطفال والنساء والمستشفيات وآخرها حصار مستشفى الشفاء الطبي وقصفه ثم اقتحامه وتفتيشه بحجة البحث عن المقاومين، بدأت تكشف حقيقة عمق أزمة هذا الكيان سياسيا وامنياً واقتصاديا واجتماعيا.. وعجزه عن تحقيق ولو جزء بسيط من أهداف عدوانه المدعوم من الامبريالية الاميركية سياسيا وعسكريا واستخباراتيا ولوجستيا وماليا التي بدورها تحاول استيعاب صدمة ما جرى في 7 اكتوبر واعادة ترتيب صورة المنطقة على عجل قبل أن تفقد صورتها أيضا، وبالتالي هيبتها ونفوذها.

تزامنت نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وما زال هذا الإعلان قائماً لكن وفق مقتضيات مصالح الامبريالية الاسترتيجية وخطة نظام عالمها الجديد . ما يعني أن تطبيق الإعلان العالمي يخدم خطة الرأسمالية وسيطرتها على مقدرات الشعوب وليس الحق في المقاومة وتقرير مصيرها كما ينص الإعلان المذكور.

الصفحة 1 من 2