حائرة سليم

حائرة سليم

أطلق أولى أغنياته عن الحب من داخل مخبئه، بينما كان الطيران الحربي يجدّد قصفه على قريتي التي كنت فيها يوماً مراهقة عاشقة تستمع ل "يا حياة الروح".
يعود فضل إلينا، غير مكترث بالمكان الضيّق الذي احتوى قضيّته لأنه يعلم بأن مخيم عين الحلوة لم يكن فقط نافذة هروب المطلوب من العدالة، بل هو السقف الآمن الذي حما مشاعر المطرب عبر سنين وآمن ببراءة الصوت الذي جاهر باعتزاله في لحظة تخلّي كان يدري صاحبها بعاقبة الذنوب.

ركام ليس كالركام، إنه كذلك من بين ركام الحرب التي ختمت مجازرها عند جزء من الأراضي اللبنانية، لكنها أكملت مشروعها التخريبي عند القرى الحدودية في الجنوب تعارك الحجر مستميتتاً في محو ما بقي من صمود لتقتلع آخر الشهود على هزيمتها. طوال ستين يوماً، كان جيش العدو يجوب الأرض على مرأى من "سيادة الشرق الأوسط الجديد"، فكانت المفاجأة. إنطلق أهل القرى نحو نور شهدائهم متّحدين بلحمهم الحي، ليستعيدوا مكانتهم بفعل اليقين وحده.