هو ٢١ حزيران، يوم "الشهيد الشيوعي"، يوم شهداء الحزب الذين سقطوا على درب النضال الطويل، درب التحرير والتغيير، درب فرج الله الحلو وجورج حاوي وأحمد المير الأيوبي... وكل الشهداء.
يوم نوجّه فيه أسمى التحيات إلى قوافل شهداء الحزب الذين سقطوا في مسيرته الطويلة تحت التعذيب والخطف والاغتيال وفي مقاومة الاحتلال الصهيوني ومشاريع التقسيم والفدرلة الطائفية، ومن أجل الخبز والعلم والحرية.
تأتي الذكرى السادسة عشرة لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وعملائه، والمنطقة تعيش زمن التحولات الكبرى ترتسم فيها خرائط المنطقة بالدم والبارود، ما يعيدنا مجدداً إلى لحظة مجيدة حين قررنا نحن كحزب صغير يمثل نبض الناس أن نقاوم المشروع الصهيوني الذي كان يعتقد الكثيرون أنه من المستحيل هزيمته.
20 عاماً مضت على التحرير وما زالت رفات 9 من رفاقنا الشهداء أبطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والحزب الشيوعي اللبناني الذين سقطوا دفاعاً عن تحرير الأرض والإنسان أسيرة لدى العدو الصهيوني في مقابر الأرقام. رووا تراب الجنوب بدمائهم، وانتصرت "جمول" بالتحرير وستستكمل نضالاتها دفاعاً عن تحرر الإنسان وتحقيق التحرير والتغيير معاً.
وهم:
الياس حرب وميشال صليبا وحسام حجازي استشهدوا في عملية "تدمير إذاعة لحد" في ١٧/١٠/١٩٨٥ -جمال ساطي استشهد في حاصبيا في ٦/٨/١٩٨٥-فرج الله فوعاني في عملية "كفرفالوس" في ١٦/١/١٩٨٧ -اياد قصير وحسن محمد ضاهر في عملية "ماروس" في ٢٨/٨/١٩٨٧- حسن علي موسى في حاصبيا في ١٨/٩/١٩٨٥-ويحيى الخالد في عملية "ابو قمحة" في ١٨/١٢/١٩٨٧.
وفيما يلي مقال نشرته بمجلة النداء العدد 89 (12/1/2007) تحت عنوان: حزب الثلاثة وثمانون عاماً لم ولن يهرم أبداً/ وملف عودة جثامين الشهداء ومعرفة مصير المفقودين مازال مفتوحاً
- "يا رجال ونساء لبنان من كل الطوائف والمناطق والاتجاهات، أيها اللبنانيون الحريصون على لبنان بلداً عربياً سيداً مستقلاً، الى السـلاح استمراراً للصمود دفاعاً عن بيروت والجبل، وعن الجنوب والبقاع والشمال، الى السلاح تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال وتحريراً لأرض لبنان من رجسه على امتداد هذه الارض من أقصى الوطن الى أقصاه".
عشية الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، ضجّت الساحة الوطنية بخبر دخول جزار معتقل الخيام، العميل عامر إلياس الفاخوري، إلى الأراضي اللبنانية عبر مطار بيروت الدولي، وبجواز سفر أميركي، وهو الذي شغل منصب مسؤول وحدات الحراسة العسكرية في المعتقل، ورُقّيَ إلى رتبة رائد في العمالة والإجرام من أسياده الصهاينة، تقديراً له على ممارساته غير الإنسانية والوحشية تجاه أبناء وطنه الذي خانه لصالح عدوّ اغتصبَ أرضه أكثر من مرة، وشرّد أهله إلى أكثر من مكان.
لم تكن انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" في 16 ايلول، 1982، أمراً عاديّاً. فقد شكّلت هذه الانطلاقة المفعمة بالجرأة والوطنية، حدثاً تاريخيّاً في مسيرة نضال شعبنا. وبالإضافة إلى طابعها الوطني لبنانيّاً، وعملياتها البطولية ضد العدو الصهيوني المحتل، أحدث دورها تغيّراً نوعيّاً في مسار الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وأظهر أنّ بالامكان التصدي لجيش العدو الذي "لا يقهر" وإفشال عدوانه وإسقاط أهدافه.
وهذا ما يشكل عامل ثقة في النضال المقاوم، لتحقيق مطامح شعوبنا العربية بالتحرر، وبخاصة الشعب الفلسطيني المكافح في سبيل حقوقه التاريخية في أرضه ووطنه، ومن ضمنها حق العودة.