"أيُّ ايمانٍ هذا الذي يجعلنا لا نطالب بمحاسبة المخطئين والمقصِّرين والمجرمين ..؟"
قضاء يتلاشى وشبه موجود في لبنان ولا محاسبة ووقاحة ما بعد وقاحة ..
- فبلدية وادي نهر ابراهيم تصرّح عبر مختارها بأنّه في كلّ سنة وفي موسم معيّن يسقط الكثير من الضحايا في هذا النهر عن شجرة الحياة، البلدية نفسها تتنصّل من مسؤوليتها ولا تتخذ أية إجراءات لتفادي هكذا كوارث، مثلاً لم تبادر إلى تصوين هذا النهر بأسوار عالية تضمن سلامة الإنسان.
- أيضاً، "منظّمو" .. الرحلة على ضفاف نهر ابراهيم، حيث سقط العديد من الضحايا فيه، ويسقط، لم يكونوا مزوّدين بأيّ وسيلةٍ للإنقاذ في حال طرأ حادث ما خلال الرحلة، ولم يستقدموا حتى فريق إنقاذٍ لمواجهة هكذا حوادث ..
- بلدية ضهر الأحمر لا تضع مطبّات على طريق معيّن ممتلئ بالأطفال الذين يلعبون على دراجاتهم الهوائية للحدّ من السرعة ومنع سقوط ضحايا إثر حوادث السير، ولم تطلب حتى من شرطة البلدية مراقبة تلك الطريق في الأوقات التي يكون فيها الأولاد يلعبون أو حتى يُمنع الأطفال من اللعب على هذه الطرقات الخطرة، حتى أن هذه .. بلدية ضهر الأحمر لم تبادر إلى إنشاء ملاعب، حدائق، ونوادي عامة وتجهيزها كي يلعب الأطفال، ويشعر الكبار بأمان وفرح النزهة.
- سائق سيارة لا مبالي وغير مسؤول، أودى بحياة طفل يلعب بدراجته الهوائية بسبب سرعته غير المبرّرة ..
- رجال دين وسياسة، وأحزاب تتبجّح بمقولاتها عن إسقاط الحقّ، التسليم لمشيئة الله، المسامحة، المغفرة، والصفح ليتأكد للشعب للبناني أنهم ليسوا في حسابات هؤلاء المسؤولين سوى أرقام …
عذراً يا سادة، فهذا الذي يحصل ليس قضاءً وقدرا، هذا الذي يحصل كلّ يوم بحقّ المواطن جريمة ضدّ الإنسانية، جريمة قتلٍ عن سابق تصوّرٍ وتصميم، يقتلون الشعب ويسيرون في جنازته ولا يوجد من يحاسبهم ...فعلًا أصبح اللبناني في بلده على قيد الحياة من قلة الموت...