من البديهي أن القوانين وحدها لا تكفي، ولا نكتفي نحن مطلقاً بمجرد اصدار المراسيم. لقد عملنا في حقل التشريع كل ما ينبغي لكي يتساوى حال المرأة مع حال الرجل، ويمكننا الاعتزاز بذلك. ان وضع المرأة في روسيا السوفياتية اليوم مثالي من وجهة نظر الدول الأكثر تقدماً، ولكنه من وجهة نظرنا ما هو الا بداية. إن المرأة لا تزال في وضع مرهق، بتحملها أعباء المنزل. ولتحريرها كلياً ومساواتها بالرجل مساواة حقيقية، يجب أن يكون الاقتصاد اقتصاداً جماعياً، وأن تساهم المرأة في العمل المنتج المشترك، عندئذ سيصبح وضع المرأة مساوياً لوضع الرجل.
ومن الطبيعي أن القضية ليست قضية مساواتها مع الرجل بالنسبة لانتاجية العمل والجهد المبذول، وبالنسبة لمدة العمل وظروفه، إن المهم أن لا يثقل على المرأة وضعها الاقتصادي خلافاً للرجل. أنتن تعلمن أن المرأة تبقى، وإن كانت المساواة كاملة، أدنى من الرجل لكونها تتحمل كل متاعب البيت. وتعتبر الأعباء المنزلية التي تقوم بها المرأة في أغلب الأحيان من أقل الأعمال إنتاجاً وأكثرها قسوةً، وأشدها صعوبةً على الإطلاق. ومثل هذا العمل البائس لا يحوي مطلقاً ما يساعد على تطور وعي المرأة وثقافتها.
نحن، الذين نستهدف مثلاً اشتراكياً أعلى، نريد أن نناضل من أجل انتصار التام للاشتراكية التي ستفتح أمام النساء مجال العمل الواسع. ونحن في المرحلة الحاضرة نحضّر بصورة جدية لإزالة العوائق أمام البناء الاشتراكي. غير أن بناء المجتمع الاشتراكي ذاته لن يبدأ إلا في الوقت الذي نحصل فيه على المساواة الكاملة للمرأة، وعندئذ سوف نشرع بهذا العمل الجديد بصورة مشتركة مع المرأة التي تحررت من الاعمال السخيفة والمرهقة وغير المنتجة وسيشغلنا هذا العمل لسنين طويلة.
ولا يمكن لعملنا هذا أن يعطي نتائج سريعة ولا يؤدي إلى أعمال باهرة إلا عندما نضع القواعد لمؤسسات نموذجية، ومطاعم شعبية ودور حضانة لتحرير المرأة من الأعمال المنزلية. وعلى النساء يقع العبئ الرئيسي لوضع الحجر الأساسي لهذه المؤسسات. ويجب الاعتراف ان في روسيا حالياً عدداً ضئيلاً جداً من هذه المؤسسات التي تساعد المرأة على التخلص من حالة العبودية المنزلية. فعدد هذه المؤسسات قليل جداً، والظروف التي تعيشها الجمهورية السوفياتية حالياً، الظروف العسكرية وحالة التموين التي تحدث عنها الأصدقاء هنا بشكل مفصّل، تعرقل عملنا. ويجب أن نقول مع ذلك ان هذه المؤسسات التي تحرر المرأة من حالة العبودية المنزلية ستنشأ في كل مكان تتوفر فيه أقل الإمكانيات.
إننا نقول أن تحرر العمال يجب أن يكون من صنع العمال أنفسهم. وعلى نفس الأسلوب تماماً، يجب أن يكون تحرر العاملات من صنع العاملات. إن عليهن أن يهتممن بتطوير هذه المؤسسات، وستؤدي هذه الفعالية من النساء إلى تبديل كامل للظروف التي كنّ فيها ضمن المجتمع الرأسمالي.