ليكن كلّ يومٍ عيداً للعمال!


ليس الأوّل من أيّار يوماً عادياً، ولا مناسبةً احتفالية، ولا ذكرى حنين إلى الماضي. إنّه يوم لشحذ الهمم والطاقات ولاستنهاض النضال العماليّ والشعبيّ العام من أجل تحقيق تغيير يؤمن حقوق العمال الطبقيّة والسياسية والاجتماعية.


إنّه يوم للتأكيد على حقيقة الصراع الطبقي بين أولئك الذين ينتجون السلع والخدمات من قوّة عملهم الجسديّة والفكريّة مقابل قدر زهيد من المال. مالٌ هو راتب شهري أو أسبوعي أو يومي أو على الساعة، وهو بجميع الأحوال يكاد لا يكفي سوى تأمين استمراريتهم كي يبقوا قادرين على المزيد من العمل لتحقيق المزيد من الربح وتراكم رأس المال لدى المالكين الذي يعملون عندهم.


يحلّ الأول من أيّار هذا العام في أسوأ الظروف الاقتصادية والسياسية على الطبقة العاملة في لبنان لناحية الانهيار الصاروخي في قدرتها الشرائية مع انهيار سعر الصرف، وارتفاع حاد في مستويات البطالة وبالتالي الفقر، وسعي فئات شعبية واسعة إلى الهجرة إلى أي مكان استطاعوا الوصول إليه في أنحاء المعمورة هرباً من الجحيم القائم هنا.
لكنّ الطبقة العاملة والفئات الشعبية والمهمّشة هي الأساس في عملية المواجهة المحتومة ضد التحالف الحاكم المكوّن من زعماء الميليشيات الذين صاروا زعماء الدولة ويمعنون نهباً من المال العام، ومن رأس المال المالي وتحديداً المصرفي من جهة أخرى.
ولا نبالغ إن قلنا، مع اقتراب الأول من أيار لهذا العام، أن مصير بلادنا بكافة فئاته الاجتماعية مرتبط بشكل مباشر بقدرة الطبقة العاملة وقواها السياسية على الوحدة والنهوض ومواجهة التحالف الحاكم وتغيير موازين القوى القائمة حالياً.
تحية للطبقة العاملة، والتحية لمناضليها ولطليعتها الثورية، والتحية لشهدائها في لبنان في الحركة النقابية والشعبية، كما في كل العالم.