يزداد الدور الذي تلعبه جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني في منطقتنا، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وتشكّل هذه التطورات أهمية قصوى بالنسبة إلى الشباب العربي لأنّها تساهم في صياغة مستقبل جديد من العلاقات الدولية والتبادل التجاري والتعاون السياسي بعيداً عن سياسات الهيمنة والاستئثار وخلق الفوضى والحروب والنزاعات التي كانت سائدة حتى اليوم.
يعود تاريخ العلاقات الودية بين الأمتين الصينية والعربية إلى ما قبل الميلاد. منذ ذلك الوقت، وعلى الرغم من المساحات الشاسعة التي تفصل بين أراضي هاتين الحضارتين العريقتين، حرص الجانبان الصيني والعربي على التواصل المباشر، وبناء تبادلات قائمة على المنفعة المشتركة والاحترام المتبادل.
تشيخ العصور وتهرم معها مصطلحاتها، فتبرز الحاجة إلى مفاهيم جديدة ومصطلحات حديثة تلبي الحاجات البشرية والتطلعات الإنسانية. وها نحن نقف على أعتاب مرحلة عالمية جديدة تبرز فيها مشاكل جديدة، الأمر الذي يتطلب وضع أسس وأنظمة بناء على مفاهيم قادرة على التعامل مع مشاكل اليوم. وهو ما أقدمت عليه الصين انطلاقا من مسؤوليتها تجاه العالم وكذلك انطلاقا من رؤيتها لضرورة وجود عالم متعدد الأقطاب لا تهيمن فيه قوة على حساب الأخرى .
ألقى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية والذي عقد تحت عنوان "ما أهمية المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني بالنسبة الى العالم العربي". فيما يلي تنشر النداء النص الكامل كلمة الامين العالم.
إن الأزمة العميقة التي يمر بها اليسار الماركسي العربي تحتاج لكل جهد ماركسي من أجل تخطيها، والحزب الشيوعي اللبناني بما يمتلكه من إرث نظري وكوادر يتحمل مسؤولية ضخمة إزاء تطوير الوضع الماركسي العربي من أجل الوطن الحر والشعب السعيد!
عندما جئت إلى لبنان لدراسة العربية ببرنامج تبادل قبل سنة ونصف، صدمت بأن لا أحدَ هنا، يتكلم، في الحياة اليومية، العربية الفصحى التي كنت قد قضيت سنتين لأتعلمها بكل جدّ في الصين. وصدمت أكثر حين وجدت أن اللبنانيين، كثيرًا ما يشعرون بالحيرة والخجل عندما يحاولون تكلم الفصحى، فالأمر مختلف تمامًا في الصين، حيث يتكلم معظم الناس الصينية الفصحى والعامية، وندرس كل المواد تقريبًا، بالصينية الفصحى إن كان ذلك في المدرسة أو الجامعة (ما عدا تخصص اللغات الأجنبية طبعًا). فلم هذا المصير المختلف لكل من العربية والصينية الفصحى؟