الصفحة 1 من 6

لم يهضم الاميركي ما وصلت اليه الأمور في منطقة الشرق الاوسط من متغيرات، بعد التمدد الإيراني وتأثيره في المنطقة العربية، والتمركز الروسي بقوة في سوريا، وتنامي الدور الصيني بشبكة علاقاته العربية، وصولا لإعلان بكين.

المجازر الوحشية اليومية للعدو الصهيوني على غزة والتي تستهدف الأطفال والنساء والمستشفيات وآخرها حصار مستشفى الشفاء الطبي وقصفه ثم اقتحامه وتفتيشه بحجة البحث عن المقاومين، بدأت تكشف حقيقة عمق أزمة هذا الكيان سياسيا وامنياً واقتصاديا واجتماعيا.. وعجزه عن تحقيق ولو جزء بسيط من أهداف عدوانه المدعوم من الامبريالية الاميركية سياسيا وعسكريا واستخباراتيا ولوجستيا وماليا التي بدورها تحاول استيعاب صدمة ما جرى في 7 اكتوبر واعادة ترتيب صورة المنطقة على عجل قبل أن تفقد صورتها أيضا، وبالتالي هيبتها ونفوذها.

إنهم يقتلوننا من قبل أن نولد، من قبل أن نتشكل كدول، لا بل رسمت حدود بلداننا بما يتلائم مع شروط قتلنا المستمر منذ ما قبل التأسيس.
هو الغرب نفسه، هو "الرجل الأبيض" بخبثه المعهود يجسي على صدورنا. نحن أهل هذه الأرض، أبناء هذا الشرق لطالما كان دمنا ثمن رفاهيتهم الجشعة وديمقراطيتهم الزائفة. يتباكون على أطفالٍ لم نقتلهم يحاولون أن يشوهوا صورتنا، أن يجعلونا نشبههم.

مقاومة هذا العدو الصهيوني، واجب وطني وقومي واجتماعي وانساني، ووقف عدوانه على لبنان، اذا ما حصل، مهمة مقدّسة لا تحتمل النقاش والمساءلة، فنحن جزء من المواجهة وفي قلبها.
فلا خيار لنا حينذاك، الا المقاومة ، مقاومة وطنية دفاعاً عن لبنان ولكل لبنان بالسلاح والسياسة والصمود الشعبي والاجتماعي.

"هذي هي الحسناء غزة في مأتمها تدور. ما بين جوعى في الخيام وبين عطشى في القبور" (الشاعر معين بسيسو)

هذا حال غزة الصامدة المقاومة منذ10 أيام، والعدوان الصهيوني المدعوم من الإمبريالية الأميركية والغربية يدك غزة من شمالها إلى جنوبها لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره وضرب مقاومته الباسلة وتصفية قضيتة برمتها.

في اتون الحرب المشتعلة، احداث تصيب المرء في الصميم، لا لأنها أفظع من غيرها او أكثر وحشية... فالحرب وكل ما فيها وحشي ودموي. تصيبنا بعض الاحداث أكثر من سواها لعلاقتنا العضوية بها، لمعرفتنا الشخصية بضحاياها، لانتمائنا الفطري والإنساني لمكان حدوثها...

الصفحة 1 من 6