جنان خشوّف وبيان عيتاني: أمّان اجتمعتا على حرية الرأي، والتفكر غير التقليدي، تقاطعتا في تفاصيل الحياة اليومية المتشابهة. امرأتان خارج القالب النمطيّ، مغامرتان متحفظتان، شغوفتان بالكتابة.
النصّ الاوّل – جنان خشوّف
أغيب ساعتين من الزمن، فأجد 3149 رسالة في مجموعة واتساب الخاصة بإحدى صفوف أولادي. العودة إلى المدرسة خلال 5 أيام، المدرسة الحقيقية! انقسمنا، أسوأ من انقسامنا السياسي بين مؤيد ومستنكر، وفي رأسي "تتنطط" الأفكار كحبات الذرة تتحول بوشاراً، بهذه العشوائية والضجة. أنا من أنصار الدراسة أونلاين.... أعرف أن الوضع خرافي، وأن لدينا حاجة ملحة للعودة للحياة " الطبيعية" ولكن العودة إلى المدارس لا تمثل عودة إلى الحياة الطبيعية! من غير الممكن العودة إلى الوراء، وحتى لو أصبح ممكنا قريباً، هل العودة مجدية؟!
تقول والدة زميلة ابنتي المفضلة أن ابنتها نسيت المهارات الاجتماعية وتحولت إلى زومبي، ويجب حالاً أن تعود للتواصل الحقيقي والملموس مع أفراد وزملاء وأساتذة خارج إطار ال" Ipad". كل ما تقوله صحيح، ولكن، هل سيكون لدى أولادنا الثقة بالنظام العام للاندماج جزئياً مجدداً. في عملي، أشرف شخصياً على وضع معايير السلامة الخاصة بالموظفين خلال الجانحة، ومن ضمنها المتابعة والتقييم والاشراف على التنفيذ، وبالرغم من كل السلطة المعطاة لي، ما زالت أدرعي تثقلني، ما زال رأسي بشكل أوتوماتيكي يبوب كل من دخل إلى مكتبي، " ملتزم- حذر متوسط، ملتزم جزئياً – حذر جدي، غير ملتزم خارج المؤسسة- خطر. أيستطيع أبني في التاسعة أن يقوم بهذا التحليل السريع، وهل أثقل عليه بطلبه أصلاً إن استطاع، وهل يسمح له جو "الصف" أن يمارس شعائر التعقيم بعد المتطفلين على مساحته! إنّ تخصيص حيّز من دماغي لمتابعة مصدر كل ورقة أو شيك أو قلم يصلني في المكتب يستنزفه، ويستنزف قلبي أيضاً. أيكون من العدل أن أطلب الشيء نفسه من ابني وابنتي! هل يستطيع أي كان التعلّم في ظل هذه المظلة؟!
بمبدأ المراهنين على المناعة، وأن ضعيف المناعة سيصاب فور الخروج من عزلته .... أقول تماماً! إن الإصابة تتطلب التعرض للفيروس أولاً، ومن ثم عدم مقاومته ثانياً. أي أن تخفيف خروج أي منا للفيروس ليس هرباً، بل استراتيجية تخفيض احتمالية تعرضنا للفيروس للإصابة به. هل يستطيع أي من أولادنا المخالطين، الاستمتاع مع جداتهم بعدها؟ هل نفرض عزلة من نوع آخر أكثر جدية على كبار السن، عزلة نهائية عن العائلة؟ ثمانية أشهر لم أحضن أمي، أيستطيع أبني أن يصوم عن حضنها لأنه يخالط؟ وماذا سيشعر لو أنه بشكل من الأشكال حمل الفيروس إلى البيت، هل هو جاهز للتعاطي مع كمية الذنب المرافقة. أيار الماضي أصبت بألم في الحلق، وأمي بدأت بعوارض زكام، توقف قلبي عن الخفقان من فكرة أني قد أذيتها في عزلتها حتى ظهرت نتيجتنا السلبية.... وكان يومها دخول المستشفى متاحاً.
إنّ منطق السببية، يجعل حياتنا أسهل! لمن يراقب مستوى وفيات الانفلونزا وأنه يفوق مستوى وفيات الكورونا، ينسى أننا نهرب من أي مريض بعوارض انفلونزا؟! وكيف نهرب من حامل صامت قد يكون في أي مكان؟ إن مجتمعات أخرى أقل حميمية تجد التباعد الاجتماعي أقل تحدياً، وأسهل تطبيقاً. كيف تطلب من مجتمع القبل والأحضان الانتقال فجأة ل مسافة 1.5 إلى مترين؟ كيف تشرح لمجتمع المناسبات الاجتماعية الرنانة لعدة أيام أن الزواج بصمت والعزاء على الهاتف، والتهنئة و..... ليست قلة احترام أو انتقاص، بل مقومات أساسية تترافق مع حاجتنا للعودة إلى الحياة كما كانت. ليست المدرسة هي المشكلة، بل كل ما تفعله عائلات الأولاد خارج المدرسة!
أوقفت نشاطات متعددة لأولادي، أوقفت السباحة والفوتبول ودروس الموسيقى، أوقفت طقوسنا الأسبوعية في السينما، أوقفت رحلاتنا مع الأصدقاء... بعودتنا للمدرسة أنعود لكل ذلك، أو عادت الحياة فقط جزئياً؟ ومن يحدد مستوى هذا "الجزئياً"؟ a chain is no stronger than its weakest link”" "السلسلة ليست أقوى من أضعف حلقاتها" ، وأضعف حلقاتها غارق في التعريف الفضفاض ل "جزئياً".
كلّ مخاوفي السابقة سيكولوجية، ولكن لديّ عدد من المخاوف الملموسة. ما هو الدوام، وهل يستطيع الأهل تأمين سائق لكل عائلة؟ لو أمنت المدرسة التباعد داخل حرم المدرسة، هل نستطيع تأمين التباعد في طريقنا منها وإليها. ينتهي الدوان المقتضب لتأمين السلامة في منتصف نهار العمل للوالدين... أيستطيع كل منا تأمين سيارة خاصة وسائق مستقل لأولاده، أم سيتكدسون كالكبيس لحاجتنا لإطعامهم بالمال المتبقي! ولنفترض أن زميل ابني أصيب بكورونا، من يتكفل بمصاريف الفحص لعائلتي؟ المدرسة؟ أنا؟ وعند ضرورة حجره، أسألتزم أنا بالحجر أيضاً؟ ألن يسبب ذلك تحدياً في العمل؟ وكيف نتوقع من أصحاب العمل عملية التدقيق؟ الشهر الماضي أصيب أحد أصدقائي وكافة أفراد أسرته بالكورونا، وابنته في صفوف الشهادة المتوسطة، ولم يكن لديها أي عوارض! أتعرفون أنه قرر إرسالها إلى المدرسة! "تلبس الكمامة، وتجلس بعيدا، ولو كانت إجراءات المدرسة بالسلامة التي يدعونها، لن يصاب أحد، من غير المنطقي أن تغيب عن الصفوف وهم لا يقدمون بدلاً إلكترونياً وهي لا تعاني من أي عوارض!" كانت مصلحته الفردية فوق كل اعتبار، أأترك لذمة وتقدير كائن غير مسؤول! ماذا عن الأوراق؟ والحمامات؟ والأشخاص الذين يخدمون الجميع كالناظرة والممرضة والناطور؟ ماذا عن؟ وعن؟ أيجب أن أقلق حول كل ذلك لتكتسب ابنتي 10% تعليم أكثر! أعرف أن التواصل مفقود، وأن كل من أولادنا بحاجة للتفاعل إلكترونيا، لم لا يتم التخطيط لتأمين التواصل الاجتماعي المطلوب الكترونياً، لم لا يتم البحث عن طرق لتطوير التعليم الإلكتروني، بدلاً من التمسك حالياً بالعودة إلى المدرسة الجسدية في ظل تقطير حتى البانادول في الصيدليات.
على من يتخذ قراراً أن يتحمل تبعاته، هل تؤمن لي الدولة دخولاً إلى المستشفى بشكل مجاني عند الضرورة؟ هل تؤمن لابني فوار فيتامين ج الذي أصبح ب 44000 ولا يكفي ولدي لأسبوع واحد من دون مرض! من غير المنطقي أن يكون التعليم بمواجهة الصحة، وأنا أختار الصحة كل مرة. أعرف أن الأمهات كفرن! وأن المساحة الخصوصية تبخرت، وأن التدريس الإلكتروني يتطلب تواجداً وتدخلاً حثيثاً ، وأن النزعة الفطرية لرفض الوضع الحالي المرير تستدرج حنيناً غير منطقي للعودة إلى الوضع السابق، ولكن الوضع السابق حالياً مستحيل.... سواء عاد الأولاد إلى المدارس أم لم يعودوا، إن البكاء على أطلال النظام التعليمي السابق وظروف العمل السابقة ورفاهية الحياة السابقة، فقط تطيل الفترة المطلوبة منا للتعايش. التغيير حتمي ويجب التعامل معه على هذا الأساس.
النصّ الثاني – بيان عيتاني
دوّامة الحياة اليوميّة استوقفتها كورونا. وجدت نفسي فجأةً مهتمة بتفاصيل جديدة في المنزل، كنت قد أهملتها طوال السنين السابقة التي أقمتُ فيه.
أصبح انقطاع الكهرباء لثلاث ساعات يوميّاً في بيروت، مزعجاً جدّا. وكذلك اعتمادي على خطّ الانترنت من منزل الجيران. فالكهرباء والانترنت أصبحا حاجتين ملحّتين سيما أنّ على ولدي حضور صفوفه. ولم يعد بإمكاننا الاكتفاء بآيباد قديم أو خليوي لإتمام الوظائف والدروس.
من محاسن الصدف أنّ ولدي بيتوتي جدّاً. كنتُ سابقاً أتفاوض معه كي يخرج، وفشلت محاولاتي في تسجيله في أي نشاط خارج المدرسة، رياضي أو فنيّ أو غيره. جرّبت كلّ الخيارات. فشلت محاولاتي أيضاً في إقناعه بأن يلبس الجينز، أو البنطال الرسميّ. الكورونا نعمة كبيرة له. أجبرتني على شراء المزيد من البيجامات له. ترك العنان لراحته. تساورني تساؤلات عمّا إذا كنت أمّ سيئة، ثمّ أقول في قرارة نفسي، "لاحق عالهمّ"، وأتركه براحته.
في بداية الصفوف الالكترونيّة، صار يجوع خلال الحصّة، وأيضاً يحتاج للذهاب إلى الحمّام. أمّا بعد انتهاء الدوام الالكتروني فتختفي هاتين الحاجتين طبعاً. وما دمت أغسل له ثياب النوم وأحضر له ما يأكله خلال الحصّة، أنا بالنّسبة له أمّ مثاليّة. لكنّ الواقع غير ذلك. فالأمّ المعيلة تحتاج أن تخرج للعمل. وهذا ما يعني أنّ مدرسته انتقلت من موقع ثابت إلى مواقع عدّة، بحسب المكان الذي سيبقى فيه ريثما أْعود. المدرسة أحياناً في منزل شقيقتي، وأحياناً عند جدّي، وأحيانا عند أحد جدّيه، وأحياناً حتّى في السيّارة.
وتبعاً لهذه المواقع المتعدّدة، فالكتب أيضاً تتنقّل مع ولدي، أو أوراق خرطوش من المنازل المتعدّدة التي يقضي يومه فيها. مهلاً، أليس المغزى من الإغلاق هو التباعد الاجتماعي؟ لكن ماذا يفعل من لا مكان ليبقى أولاده فيه، ولم تغلق المؤسّسة التي يعمل بها؟
ومع ذلك أعتقد ان التعليم الالكتروني نعمة كبيرة. في المعنى اليوميّ الضيّق، لم يعد من الضروري أن تكون ثياب المدرسة مغسولة وجاهزة كلّ يوم. خمسة أيّام في الأسبوع ليست بالقليل، ولا يتم إعفائي من مهمّة الغسيل في أيّ حال. لم أعد أستيقظ قبل موعد عملي بساعة ونصف على الأقلّ للتحضير للمدرسة، ولا أقلق على جهوزيّة ولدي في موعد مرور السيّارة التي تقلّه، ولا أسمع شكواه عن انزعاجه من الأطفال الذين يشاركونه التاكسي. تذكرت للتوّ عن مشكلة حصلت ذات مرّة بيني وبين والدة أحد هؤلاء الأطفال. لطيف هو الابتعاد عن البشر أحياناً! مع الكورونا، لم يعد هناك مناسبات مدرسيّة ونشاطات لا منهجيّة كنت أتغيّب عنها لدواعي العمل أو أُرسل أمّي نيابة عنّي إليها. أصبحت أشبه الأمهات الأخريات أكثر وأقلّ تقصيراً. كما أصبحت أكثر اطّلاعاً على الواجبات المدرسيّة وبإمكاني متابعة أداء ولدي في الصّفّ. عدا عن كلّ هذه الفوائد، إذا فتحت المدارس أبوابها للتعليم في الصّف، سيكون هناك المزيد من الأشياء التي علىّ القلق حيالها. فمن غير الممكن مثلًا أن أسجّل ولدي في الباص أو التاكسي مع أولاد آخرين. هل أستأذن من العمل يوميّا لأوصله؟ وماذا لو أصيب أحد ما من أصدقائه، أو أصيب هو بالفيروس؟ ماذا لو أصبت أنا به مرة أخرى؟
أسئلة كثيرة بلا أجوبة. وأجوبة كثيرة لا صحيح منها ولا خاطئ.
النصّ الثالث: رأي متخصّص من المعالج النفسيّ ايلي غزال
1. يشكو بعض الأهالي حالياً من تراجع مهارات أساسية واجتماعية لدى أولادهم، كاهتمامهم بمظهرهم، ومنظور الآخرين وحاجتهم للتماهي، هل برأيك هذه احدى عوارض العزلة؟ وهل برأيك القوانين التي تفرضها بعض المدارس بفتح الكاميرا وارتداء ملابس معينة يساعد على كسر ذلك؟ وبماذا تنصح الأهل؟
لا حاجة للقلق، ليست العوارض لحد العزلة. التفسير هو ببساطة أن الأولاد في منطقة الأمان، ولا حاجة لهم لبذل جهد للظهور بشكل أفضل، تماماً كأيّ منا. استراتيجية بعض المدارس بإجبار الطلاب بترتيب أنفسهم للظهور على الكاميرا هي طريقة إضافية لتحفيزهم على الانتباه للظهور اللائق. أما في الحالة التي لا تستدعي الظهور على الكاميرا، فإنه من المهمّ اتباع العادات الصحية والنظافة الشخصية وألا نربط هذه العادات الإيجابية فقط بظهوره للناس.
2. يعاني بعض الأهالي من تراجع مستوى التزام الأولاد بقوانين كان الأهل قد عملوا على وضعها لسنين، كساعات النوم، وساعات استخدام الإلكترونيات، و، و، في حين أن فرضها يمثل تحدياً للأهل وعولة إضافية للأولاد بسبب عدم التزام الأغلبية وقلة البدائل المتوفرة؟ أي نصائح على هذا الصعيد؟
بشكل عام الأولاد بحاجة لوجود نظام وروتين " إيجابي، لأنه يؤمن لهم إطار عام. من الأساسي اتباع روتين معين تماماً كأيام الدراسة العادية (وقت النوم والاستيقاظ والفطور، والدرس والاستحمام ....). النظام والروتين أساسي ليشعر الطفل والمراهق بالأمان ويساعده على بناء شخصية مستقبلية منظمة.
3. إنّ المساحة الخاصة بالأهل وخاصة في ظل العمل من المنزل والتواجد بشكل شبه مستمر مع الأولاد قضى على المساحة الفردية والخصوصية. أي نصائح على هذا الصعيد؟
انّ النظرة إلى هذه الحالة هي السر، يمكننا النظر إليها بشكل إيجابي، أو الاستفادة من هذه الظروف للتقرب من الأولاد وبناء علاقة أكثر حميمية معهم. عندما يغير الأهل من منظورهم لهذا الوضع، يمكنهم استثمار هذه المرحلة بأفضل الطرق. من الأساسي تخصيص وقت صمن الأوقات المشتركة الطويلة للقيام بنشاطات مشتركة (طبخ، قراءة، لعب، الخ) أو مهما كان نوع النشاط.
4. يتضايق بعض الأولاد من كون الجلسات والحصص مصورة أي أن أي تسميع أو خطأ في الصف مكرر ويمكن أن ينتشر، مما يدفع البعض إلى تجنب المشاركة والإجابة. كيف نستطيع أن نساعد أولادنا على تخطي ذلك؟
مقاربة هذا الموضوع يجب أن تتم على مستويين: الأول هو التأكد بين المدرسة والأهل أن أي تسجيلات لا تستغل للتنمر أو لمضايقة أي من الأولاد والتعاطي مع الموضوع بأقصى درجات الجدية لتأمين بيئة يشعر بها الطفل/ المراهق بالأمان. أما المستوى الثاني، إن هذه المخاوف تفتح باب النقاش بين الأهل والولد بأن الخطأ، أي خطأ لا ينتقص من أهميته أو من قيمته، ولا علاقة بين أي خطأ وبين قلة الذكاء. يجب أن نعلّم أولادنا أن أي متنمر على أخطائنا يتنمر لضعف فيه وليس فينا، وأن المحاولة تجعلنا أقوى، وأننا طالما نحاول لا يهم ما يظنه الآخرون بقدر ما نعرفه نحن عن أنفسنا وعن محاولاتنا. كلما قارب الأهالي هذا الموضوع بشكل مبكر كلما تراجع تأثير الضغط الاجتماعي للزملاء، وازداد تحليل الطفل المنطقي لظروف خطأه وكيفية تحسينه.
5. كيف نستطيع أن نشجع أولادنا على اكتساب صداقات في الصفوف الإلكتروني، خاصة للأولاد الجدد في المدارس أو الجدد في الشعبة؟ كيف نكسر رهبة البدايات؟
في هذه المرحلة، من السهل جداً بناء صداقات أونلاين، ربما يجب أن نشجع أولادنا على بناء صداقات حقيقية. يجب أن نذكر أولادنا أن مرحلة الفيروس ستنتهي، وستعود العلاقات إلى حد ما كما كانت، لذلك لا حاجة للتوتر. أما لو كان الطفل يرغب ببناء صداقات الآن فلا مانع من مساعدته. من المهم أن نشرح لأولادنا طبيعة العلاقات وأننا أحياناً نرغب بصداقة أحدهم وهو لا يرغب بذلك، ذلك لا يعني أنه شرير أو غير لطيف، ولا يعني أننا لا نجدر بالصداقة أو الحب، بل يعني ببساطة أننا نرغب بأشياء مختلفة، وسنجد صداقات أخرى.
6. هل هنالك مقترحات قد تقوم بها لجنة الأهل أو إدارة المدرسة، بشكل غير أكاديمي، لمساعدة الأولاد على التفاعل اجتماعياً في إطار المدرسة؟
من الممكن للمعلمات أن تتركن حيزاً 10% من وقت الحصة للتفاعل بينها وبين الطلاب، وأن يكون التركيز ليس حصراً على الأهداف الأكاديمية والتربوية، بل يشمل مهارة تكوين فريق مع الأطفال ليشعروا بالتواصل والانتماء. إن التفاعل والمزاح والتواصل يساعد في عملية التعلم.
7. أصبح لدى الأولاد خوف من العودة إلى الحياة الطبيعية والاختلاط، خاصة بظل الأوضاع الحالية، كيف نستطيع تحضيرهم للعودة؟
تتأثر نسبة قلق الأولاد من موضوع الفيروس حسب عوامل جينية واجتماعية ومنزلية. إن تزويد الأطفال بالمعلومات الأساسية للتعاطي وللاحتياط، يساعده على الشعور بالأمان.
8. كيف نعلم أولادنا على التصرف بمسؤولية في ظل إجراءات السلامة؟ ومن أي عمر؟ وكيف نتعامل مع استخفاف في التدابير؟
من المهمّ تعليم الأولاد أن عليهم مسؤولية حماية أنفسهم وبذلك يحموا أهلهم وعائلاتهم. المطلوب هو الثبات والجدية في التعاطي مع أي خروقات أو استخفاف في التدابير، حتى يتعلم الولد التصرف بمسؤولية.
9. كيف نشرح لأولادنا أن اجراءاتنا قد تكون أشد قسوة والتزاماً من بعض الأهالي الآخرين لخصوصية كل أسرة؟ وإلى أي درجة نستطيع أن نتشارك معلومات مع الأولاد من دون أن يقلقوا (مثال مرض القلب عند الوالد، اصابة أحد الأولاد بأحد الأمراض المناعية أو أمراض الرئة .....)
عند وجود أي خطورة صحية، من الضروري أن شرح ذلك للطفل، والقول بأنه إذا التزم الحذر والارشادات والمعايير، فإنّ لا خطر عليه ولا على عائلته. أما لناحية ان بعض الاولاد يقومون بالمقارنة، فينبغي علينا أن نشرح لهم وجود معايير وارشادات عالمية يضعها متخصصون للتعاطي مع الفيروس، ونحن نلتزم بها. في الواقع، انّ العائلات التي لا تلتزم بهذه المعايير والارشادات تعرّض نفسها للخطر.