فالوجود نفسه، في زمن كهذا، يصبح سؤالاً سياسياً: أن تكون شاباً في لبنان اليوم يعني أن تكون محاصراً بين جدران البطالة والهجرة واليأس، أو أن تختار أن تكون في صف الصراع، حيث يتحوّل حضورك إلى فعلٍ مقاوم.
إن النظام لا ينهب خبزنا فحسب، بل يسرق وعينا. يوهمنا أن ما نعيشه قدرٌ طبيعي، أو نتيجة "أخطاء فردية". لكن ما يبدو قدراً، ليس إلا إنتاجاً منظّماً لعلاقات الاستغلال. هنا، يطلّ دورنا: أن نفكّك أوهام السلطة ونعرّي خطابها، وأن نعيد بناء وعينا كقوة تاريخية لا كأرقام في معادلة الهزيمة.
الجامعة، في هذا السياق، ليست مكاناً للمعرفة المحايدة. إنها ساحة صراع طبقي تتجلّى فيها التناقضات: من يحاول جعل العلم امتيازاً طبقياً، ومن يناضل ليجعله حقاً عاماً. وهنا، لا يمكن للطالب أن يكون متفرّجاً. إمّا أن يكون شريكاً في إنتاج وعيٍ ثوري، أو أداة في إعادة إنتاج واقع القهر.
فلنقلها بوضوح: لا وجود حرّ للشباب خارج مشروع التحرر. إن حريتنا لا تتحقق في عزلةٍ فردية، بل في الفعل الجماعي الذي يفتح أفق المستقبل. نحن لا نطالب بمكان تحت شمس هذا النظام، بل نعمل على شروق شمسٍ جديدة، من صراعنا، من وحدتنا، من إصرارنا على أن نكون صانعي تاريخ لا ضحايا له.
كريم احمد.