يحمل الأوّل من أيار قيَماً ومعاني عديدة.. فهو عيد عمّال العالم.. وهو رمز نضالهم وتضحياتهم لتحقيق مصالحهم الموحّدة ومطامحهم في التحرّر من نير الاستغلال الرأسماليّ..
تمرّ الذكرى السادسة والأربعون لاغتيال القائد والمفكّر كمال جنبلاط، وشعبنا وبلدنا يواجه ظروفاً شديدة القساوة. وهذا يؤكّد أنّ اغتيال جنبلاط في 16 آذار 1977 لم يكن مجرّد جريمة موصوفة، بل هو جريمة كبرى بحق الوطن والشعب. فقد استهدفت ضرب الحركة الوطنية وتحالفها المتقدّم لبنانياً وعربياً، وقطع الطريق على تحقيق برنامحها للإصلاح المرحلي، لاستبدال لبنان الدولة الطائفية وانقساماتها وحروبها، ببناء لبنان السيد العربي الديمقراطي العلماني الذي يوحّد لبنان واللبنانيين شعباً وهويةً وطنية عربية، ويرسّخ السلم الأهلي في ربوعه.
ينتهي هذا العام وتستمرّ معاناة شعبنا اللبناني وظروف حياته المقلقة والشديدة القساوة. وتُخيّم أجواء هذه الحالة على أسبوع الأعياد، وخصوصاً عيد رأس السنة. والعام ينقضي غير مأسوفٍ عليه ليبدأ عامٌ جديد. ورغم أنّ مرور السنين هو قانون طبيعي يشمل جميع الناس والأعمار، فإنّ العيد في العام الجديد لا يشمل كل الناس.
شَعَرَ الشعب الكوبي ومعه القوى الثورية والتحرّرية في العالم في يوم 25 تشرين الثاني 2016 بخسارةٍ فادحة لا تعوَّض إثر رحيل القائد الكبير فيديل كاسترو. فهو الرمز الثوري الأبرز في العقود الأخيرة، وهو الذي قاد ثورة الشعب الكوبي إلى الإنتصار.
يمرّ عيد الاستقلال هذا العام في ظروف هي الأشد قساوة على شعبنا ومعيشته الاجتماعية. وقد فقد هذا العيد معانيه خاصةً في الأعوام الأخيرة بسبب طبيعة التناقض والانقسامات التي يستولدها النظام الطبقي الطائفي وسلطته التي أدت الى تجويع الشعب وتضييع الاستقلال وتحلل الدولة.
عمره 98 سنة ولايزال حاضرا في قلب المعركة الوطنية والاجتماعية.. قدم تضحيات جسيمة وغالية، ويستمر وفيّا لشهدائه، ووفيّا لقضايا شعبنا..
مرّ في مراحل نهوض وهبوط وظروف قاسية، ولم يتراجع، بل كان في كل مرة يخيّب امل الخصوم الطبقيين والطائفيين وحملات العدو الاستعماري.