موريس نهرا

موريس نهرا

الصفحة 6 من 14

يعيش لبنان حالياً أسوأ مراحل تاريخه. فأزمة نظامه المنهار والمهترىء تتواصل. ويستمر معها عجز سلطته عن إيجاد حلول تحت سقفه. وما يضاعف من تعقيدات وخطورة هذا الوضع، أن كل طرف سلطوي لا يكتفي بالطابع الداخلي والأسباب الداخلية للتناقضات، بل ينقل في أسلوب علاقته، التناقضات الخارجية الى الداخل اللبناني، ويستقوي كل طرف بدولة ضد  الآخر. والتعنّت بالمواقف الذي يزداد، يحوّل كل اختلاف الى خلاف وانقسامات لا تبقى فوقية فقط. فيصبح البلد سوق عكاظ.

تحية لمؤسسي هذا الحزب الشيوعي اللبناني ولشهدائه ومناضليه في ذكرى تأسيسه. فمنذ نشأته الى اليوم يركز نضاله على تحرير الوطن والانسان، وتغيير النظام السياسي الطائفي بوجهيه الوطني والاجتماعي.

مع ازدياد تسلّط الزعامات والمرجعيات على الدولة، يزداد تضاؤل معالم هذه الدولة ودور مؤسساتها الشرعية. وهذا التسلط يصبح نمطاً متبعاً في ظل سلطة النظام القائم، ويترك انعكاساته السلبية على مشكلات شعبنا ووضع بلدنا. وحتى المجلس النيابي، وهو المؤسسة الأم للتشريع والمحاسبة، لا يقوم بدور فاعل في معالجة المشكلات التي يتخبط بها شعبنا من جراء الكوارث والانهيار وأثره الشديد في ضيق مجالات العيش.

بعد جهد كبير ومشقة، وبقاء الوضع المتدهور 13 شهراً بدون حكومة، جرت ولادة الحكومة . لا يخفى ان هذه الولادة لم تكن لتحصل لولا المساندة الخارجية التي كان دائماً لها دوراً وانما هذه المرة فاقعاً. وفي حين ان تشكيل الحكومات وتغيير السلطات وحتى الدساتير، يجري بصورة طبيعية وفق قواعد متبعة في البلدان والمجتمعات المتقدمة، فإنه يمر بتعقيدات ومشكلات في بلدنا قبل الولادة قيصرية، وتستهلك جهداً ووقتاً طويلاً، تكون فيها البلاد بامس الحاجة الى معالجة ملفات ومشكلات متراكمة، يتعلق حلها بمجالات حيوية تطال الشعب او قسماً منه.

مع كل يوم جديد كوارث وفضائح جديدة، وتضاؤل لمقومات الحياة، فمن الانهيار المتمادي ومصادرة المصارف ودائع الناس، الى كارثة تفجير المرفأ، ومجزرة عكار، والى طوابير الذل على محطات المحروقات واتهريب وفضائح تخزين الادوية والبنزين والمازوت، وصعوبات الاستشفاء، الى حليب الاطفال وتحكم اصحاب المولدات بالمشتركين في ظل العتمة، رغم انفاق 44 مليار دولار على الكهرباء. ويستمر في الوقت نفسه انهيار الدولة وشلل السلطة، وتقاذف السلطويين مسؤولية العرقلة والفشل. لقد وحد هذا الوضع الرديء اللبنانيين ضد الطبقة السلطوية ونظامها الفاشل. فاحتشاد مئات الآلآف في ذكرى 4 آب، من جميع المناطق والطوائف، رغم ازمة البنزين وجائحة كورونا، تضامناً مع اهالي شهداء وضحايا تفجير المرفأ، جسد الغضب المتصاعد زالمطالبة الحازمة برفع الحصانات والمثول امام القضاء، ورحيل الطبقة السلطوية.

منذ انتصار الثورة الكوبية عام 1959، والولايات المتحدة تناصبها العداء، ولم يتوقف تآمرها ضد كوبا. فقد حاولت اغتيال قائدها فيديل كاسترو مئات المرات وفشلت واستخدمت الغزو العسكري في خليج الخنازير(بلاياهيرون) في نيسان 1961، وفشلت. ولجأت الى فرض حصار اقتصادي جائر على كوبا منذ 60 سنة، والى الآن. ورغم التصويت المتكرر سنوياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة وشبه الاجماع على المطالبة برفع هذا الحصار، ولا يعارضه سوى أميركا واسرائيل، لا تلتزم أميركا بتنفيذه، وقد استخدمت لسنين طويلة التخريب الأمني والاقتصادي.

الصفحة 6 من 14