"إن أضعت بيروت..."، قالها سانداً مكنسته إلى واجهة سيارة فارهة في شارع يستظلّ بشبكات من أسلاك كهربائية، "... فانظر إلى تجاعيد ذراعيْ والدي وحروقهما تدُلّانك على أزقّتها والمنعطفات"، قالها محمد الشاب السوري الثلاثيني وأستاذ اللغة العربية سابقاً الذي يعمل الآن في شركة رامكو للتنظيفات، مستذكراً والده ابن ريف درعا الذي كان يأتي إلى لبنان في التسعينيات ليصقل فولاذ عَماراتها، الذي، أمست بغالبها فارغة ومُفرغة.