حُضّر لهذا المؤتمر بجهود جبارة من جميع الشيوعيين في ارجاء لبنان، وقد عمل الامين العام والمكتب السياسي واللجنة المركزية بكل جهد متوفر عبر ورشة كبيرة من اللجان المتخصصة في حقل السياسة والتنظيم تحضيراً لهذا المؤتمر.
المهم عقد المؤتمر في شباط 2022 لمدة أربعة ايام وقد ساد جو من النقاش الحرّ وطرحت الأراء المختلفة المنقولة من قواعد الحزب، عبر مندوبين منتمين من القواعد الحزبية.
طال النقاش وتشعب وتناول كل جوانب الفكرية والتنظيمية وذلك لنقاش الوثائق الفكرية والبرنامجية االشاملة. يضاف اليها نقاش التعديلات المقترحة على النظام الداخلي للحزب. استفاض النقاش وتشعب حتى وصل الى خاتمة موافقة المؤتمر على مضمون الوثائق اضافة الى الموافقة على مضمون الوثائق. اضافة الى الموافقة على مجمل التوصيات والاقتراحات التي تقدمت من المؤتمر.
اللافت والمريح في هذا المؤتمر ان نسبة التصويت في الوثائق والتوصيات والاقترحات كانت نسبة عالية وأغلبها كان بالاجماع. وهذا في رأيي دليل عافية ووعي جدي للقضايا المطروحة، الهام في هذا المؤتمر انه حسم الجدل حول أزمة كانت ترافق عمل الحزب منذ المؤتمر السادس. حسم المؤتمر بشكل قاطع مجموعة من النقاط الخلافية الماضية في الموضوع النظري والفكري للحزب، الماركسية واللينينية هي النظرية المعتمدة والمرشدة في التوجه الفكري والفلسفي والتنظيمي للحزب والتعامل معها على انها فكر وتطور دائماً وليس سفيرة دينية جامدة. يؤخذ منها ما يتناسب مع لبنان.
في التنظيم أقرت تعديلات النظام الداخلي وأبرزها ما فيها التأكيد على الديمقراطية الحزبية مربوطة بتنفيذ القرار بشكل كامل. والتأكيد على النقد والنقد الذاتي وبدونه لا يستقيم العمل الحزبي.
تحديد المهل الزمنية لتولي المسؤوليات بدءاً من الأمانة العامة للحزب التي حددت لمدة دورتين فقط والثالثة تتطلب ان ينال المرشح نصف عدد الناخبين زائد واحد في المؤتمر العام. وهذا القرار شمل اعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي واعضاء الهيئات الأخرى الهيئة الدستورية والمالية والقيادات المناطقية. والغاية من هذا القرار استمرار تبادل المسؤوليات .
شروط عضوية الحزب ان لا يدخل الى الحزب الا من تمتع بالمسلك الحسن وان يتصرف بشكل جيد على عقيدة الحزب وفهم خطه السياسي وان يوافق بمحض ادارته عليها.
اضافة الى ما تضمن النظام الداخلي من فقرات تحفظ حقوق وواجبات، الأعضاء والتي تشكل اسس الديمقراطية الداخلية في الحزب.
أقر المؤتمر بحق مسؤولي القيادات الوسطى بحضور اجتماعات اللجنة المركزية بصفة مراقب ولقيادات الهيئات القطاعية الحضور والتصويت.
اقرار التعديلات في النظام الداخلي والتزام القيادة بتنفيذ مضمونة وكان القرار بالاجماع.
حسم المؤتمر وحدد موقف الحزب المستقل عن اصطفافات الداخل لسنا لا مع 8 ولا 14 اذار نحن مع من يقف ضد المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة كمشروع معادي للشعوب وحسم المؤتمر الموقف من المقاومة نحن الحزب المقاوم الذي اسس المقاومة منذ القرن الماضي وقدمنا مئات الشهداء.
وحسم بموقف واضح من المقاومة الاسلامية التي يقودها حزب الله نحن مع كل مقاومة ضد العدو الصهيوني، اي لا نختلف بموضوع التحرير وانما الخلاف في موضوع التغيير الداخلي وانقاذ البلاد من نظام سياسي فاشل.
الخلاصة: نختلف مع حزب الله على العديد من الملفات الداخلية ونختلف في الايديولوجية ولكنه ليس عدو ولا نطالب بنزع سلاح المقاومة حتى لا نكون في موقف لصالح مشروع صهيوني معادي.
في موضوع مجموعات الحريات والمجتمع المدني
من خلال تجربتنا منذ الانتفاضة جمعيات المجتمع المدني تبين بأن العديد منهم تتمول من جهات اجنبية وسفارات خاصة الأميركية، وهذا يعني انها تعمل لصالح مشروع حرف الانتفاضة عن الاهداف التي قامت من اجلها، وفي نفس المسار هناك عدد من الجمعيات تعمل بشكل سليم وغير مرتبطة بالخارج وهنا نؤكد ان مسألة التمييز بين هذه الجمعيات ضروري وليس صح اتهامها جميعها بالانحراف. حسم هذه المسألة كان مطلوب من المؤتمر حسمها.
كما ناقش المؤتمر العديد من القضايا العربية والدولية واكد على العمل لنشوء حركة تحرر عربية من نوع جديد تدعم حقوق الشعوب المقهورة في الدول العربية في المساواة والحرية والعيش بكرامة ارادت من هذه السطور تبيان ان الحزب الشيوعي اللبناني قادر على متابعة النضال في سبيل تحقيق الدولة العلمانية الديمقراطية وان يبقى قادر على رفع شعار المقاومة طالما هناك مشاريع احتلال ونهب ثرواتنا في الوطن العربي خاصة في مرحلة التطبيع والاذعان للسياسة الاميركية الصهيونية التي تعمل على هضم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وانشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.
هذا وادعو الشيوعيين الى الوحدة لأن نوايا الاعداء ومشاريعهم هي هي.
وعليه فإن المؤتمر قد حدد معالم المرحلة القادمة بكل عناوينها.