تشهد السودان منذ عام 2023 حربًا أهلية مدمّرة بين "الجيش" و"قوات الدعم السريع"، حوّلت البلاد إلى ساحة صراع دموي تتقاطع فيها المصالح الداخلية مع التدخلات الإقليمية والدولية.
فبعد سنوات من الاضطرابات السياسية، انفجر الصراع بين جناحي السلطة العسكرية ليقود البلاد نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، تهدد بتقسيمها وتفاقم أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، وسط عجز دولي عن وقف النزيف المستمر.
في الوقت الذي أُعلِنَ فيه عن سيطرة الجيش السوداني على أم درمان في العاصمة السودانية، وطرد قوات الدعم السريع منها، وزيارة قائد المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، لها لتكريس هذه السيطرة، تستمر معاناة الشعب السوداني بسبب هذه الحرب التي ليست حربه. وإذ لا يمكن تصنيف هذه السيطرة، سوى أنها جولة أخرى من جولات الحرب العبثية في هذه البلاد، من غير المتوقع أن يكون لهذا الإنجاز من تأثير فارق في حرب أكملت شهرها العاشر من دون أن يُسجَّل فيها غلبة لأحد طرفيها على الآخر. بل على العكس، يدعو هذا الإنجاز إلى الخشية من أن يتخذ البرهان من (النصر)، دافعاً لزيادة وتيرة الحرب التي اندلعت، في 15 أبريل/ نيسان 2023، طمعاً في تحقيق إنجازات مقبلة شبيهة به، متناسياً أن ثمن ذلك سيكون آلاماً وخراباً يلحقان بالسودان وشعبه.