تحيّة الى العمّال

بمناسبة الأوّل من أيّار أقول: إلى كلّ العمال، إلى كلّ المسحوقين، إلى كلّ السواعد الشريفة، والجباه الطاهرة، والأدمغة النيّرة، وصغار الكسبة، إلى من أسموهم عيد العمال ولا فرق بين العمل والعمال، لقد أسموكم عيد العمل لينتزعوا منكم العرق والجبين.

 

تحية إلى من قاتل ووقف بوجه التآمر لينتزع الحقوق الشريفة، واللقمة والرغيف، فأنتم بناة الوطن ورسم المستقبل، انطلاقاً من الماضي لترسموا وطناً شريفاً وتدافعوا عن حدوده .. وترسموا الأرض بالإخضرار .. بشتلة التبغ والبساتين الغنّاء.. لقد تآمروا عليكم فمزّقوا الاتحاد ليستولوا على القرارات .. لقد حملتم السلاح بوجه النازيين الجدد عشرات المرات .. وخضّبتم الأرض بالدّماء .. وجابهتم الحرمان والقهر والبطالة والتشريد.

وبقيتم صامدين، وحميتم الاقتصاد والمجتمعات من هجمات السياسات الموحشة والمتوحّشة، وخاصة بوجه الطغمات المالية ومن يمثّلها من السلطات الفاشلة المتآمرة على الوطن والمواطنية، ومنها صندوق النقد الدولي والصناديق الموجودة هنا.


فيا عمال لبنان

الوطن في محنة. يطالبكم أن تقفوا وقفةً واحدةً وتتحمّلوا المسؤوليات، فهنا الآلاف المؤلفة من الشهيدات والشهداء والعمال في الأرض والبساتين وحقول التبغ والبحارة والصيادين وعمال الحفريات. تطالبكم أن ترفعوا الصوت بوجه حيتان الدولارات، وضدّ التهميش والإقطاع. طالبوا بالانتساب للصندوق الوطني للضمان لتعيشوا حياة التغيير..  عاش التغيير، فسواعدكم وجباهكم مغمّسة بالعرق والدّماء، وهاماتكم متعبه للحصول على الرزق الحلال، وعيونكم القلقة بالأحلام المستحيلة، فأنا أرى فيكم صورتي وصورة أمي وأبي وإخوتي وكلّ المقاومين الشرفاء على مساحة الظلم والقهر.

فتحية لكم وللأسرى والجرحى فأنتم أبناء الشمس.