وفي حين راهنت قوى السلطة على تكرار نتائج العام 2018، وحصد المقاعد كاملةً لصالحها، راهنت قوى المعارضة على حاضنتها الشعبية الواسعة من النبطية إلى بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، وفي مختلف المكونات المذهبية في المنطقة للوصول إلى الحاصل الانتخابي وتحقيق الخرق المنشود. وبالفعل كان لها ما أرادت، وحققت بدل الحاصل اثنين، ففاز كل من الياس جرادة وفراس حمدان بدلاً من رموز سياسية لطالما حجزت مقعدها النيابي منذ اتفاق الطائف مثل النائب السابق أسعد حردان، ورموز مالية كانت جزءاً من منظومة حققت الملايين على حساب المال العام.
هذا على الصعيد النتائج العامة، لكن ماذا عن نتائج أقلام المقترعين من غير المقيمين في هذه الدائرة؟
تظهر نتائج اقتراع المغتربين تقدماً كبيراُ للائحة "معاً نحو التغيير" عن نتائجها في اقلام المقيمين، حيث حققت نسبة عالية من الأصوات في مختلف أقضية الدائرة، بحيث كانت لتتيح لها تحقيق فوزاً أوسع من المحقق لو احتسبنا أصوات المغتربين وحدها في النتائج. ولتبيان ذلك، سوف نقوم بتمرين افتراضي صغير نحتسب فيه نتائج أقلام المغتربين لنحدّد من هم الفائزون المفترضون في هذه الصناديق بحسب آليات قانون الانتخاب المعمول به.
بلغ عدد الناخبين الاجمالي (مقيمين وخارج) في الجنوب الثالثة 497,531 ناخباً، اقترع منهم 238,610 مقترعاً. وبعد حذف الأصوات اللاغية، بلغ الحاصل الانتخابي في الدائرة عموماً 21,110 صوتاً. وقد نالت لائحة الأمل والوفاء 197,822 صوتاً مقابل 30,384 للائحة معاً نحو التغيير.
أما على صعيد الخارج، فبلغ عدد الناخبين في الجنوب الثالثة 22,021 اقترع منهم 11,609 بنسبة اقتراع بلغت حوالي 53%. وبعد حذف الأصوات الملغاة يصبح العدد المعوّل عليه 11,187 صوتاً، ليكون الحاصل الانتخابي المفترض (11,187 11 = 1,017 صوتاً). وقد نالت لائحة "الأمل والوفاء" 6,350 صوتاً (57% من المغتربين) مقابل 4,621 صوتاً ل "معاً نحو التغيير" (41% من المغتربين). ومع تقارب النتائج بهذا الشكل، تنال لائحة الأمل والوفاء 6 مقاعد انتخابية مقابل 5 مقاعد لمعاً نحو التغيير وفق أقلام المغتربين. وتعكس هذه النتيجة مناخاً شعبياً مختلفاً بين اللبنانيين غير المقيمين خاصّة في الدول ذات الهجرة الحديثة كما بيّنت الأقلام.
أما على صعيد تحديد هوية الفائزين المفترضين في هذه الدائرة، فيجب الأخذ بالآلية التي يعتمدها قانون الانتخاب، بحيث يتم ترتيب نسبة الأصوات التفضيلية التي نالها كل المرشحون في دوائرهم الصغرى، من الأعلى إلى الأدنى بحيث يفوز أصحاب النسب الأعلى على التوالي، إلى حين استيفاء المقاعد المخصصة لكل مذهب في الدائرة الصغرى، واستيفاء مقاعد اللائحة التي تستحقها بعدد الحواصل التي احتسبت أعلاه، وعليه يمكن تلخيص هذه الآلية وفي الجدول التالي، ليفوز افتراضياً كل من:
الوفاء والأمل (6): علي فياض وعلي حسن خليل (مرجعيون وحاصبيا)، حسن فضل الله وأيوب حميد (بنت جبيل) ومحمد رعد وهاني قبيسي (النبطية).
معاً نحو التغيير (5): الياس جرادي وفراس حمدان ومحمد القعدان (مرجعيون وحاصبيا)، علي مراد (بنت جبيل) ووسيم غندور (النبطية).