حطيط: لا نحتاج إلى «عفو عام»، بل إلى «عدل عام» لمحاسبة المنظومة ومؤسساتها...
منذ تسع سنوات طُرح ملف عودة العملاء إلى لبنان، الوطن الذي خانوه وتعاملوا مع المحتل منفّذين لأبشع جرائمه، كالجيش المرتزق، ساعدوا العدو على احتلال الأرض والتنكيل بأبناء شعب صمد وقاوم وأغلبهم أُسِرَ وعُذِّبَ واستُشهد على أيدي أولئك الذين يسمّونهم بـ «المبعدين».
2-2- المسار اللبناني/ العراقي: خصوصية المطالب وجذرية الممارسة.
تتمثّل خصوصية المطالب في المسار الثوري بلبنان والعراق من خلال خصوصية المسألة الديمقراطية في البلدين، إذ لا زالت الطائفية والمذهبية سمة للمجتمعين بفعل السياسات الرجعية لأنظمة الحكم وللطبقات الطفيلية المسيطرة والتي تتغذّى من المُعطى الطائفي لمواصلة تنفذها وهيمنتها على المجتمع ومقدّراته.
لم تكن حادثة قتل المواطن الأسود جورج فلويد خنقاً خطأً تقنياً خارج السياق الرسمي العام. قتل رجال الشرطة البيض للمواطنين السود حدثٌ اعتيادي في الولايات المتحدة الأميركية. حتى الكورونا في أميركا أصابت الأقليات بنسب مضاعفة عن البيض لأنّهم الأفقر والأكثر حاجةً للعمل والأقلّ وصولاً إلى الخدمات الصحية. العنصرية والطبقيّة والاستغلال سمات أساسية في المجتمع الرأسمالي، فكيف في معقلها النيوليبرالي المحافظ...؟
أظهرت جريمة قتل "جورج فلويد" خنقاً من قبل رجال الشرطة في مدينة "مينيابوليس" الوجه العنصري الحقيقي للنظام وتحديداً مع نموّ سياسات التمييز والفوقية والعنصرية التي تغذّيها مواقف وممارسات الرئيس ترامب. وكان بارزاً محاولة ترامب توجيه التهم والتهديدات ضدّ اليسار والمنظمات المناهضة للفاشية، مثل حلّ منظمة "أنتيفا"، خلال هذه الأزمة التي نزل فيها عشرات الآلاف من المواطنين الغاضبين إلى الشارع في عشرات المدن الأميركية،
ما الذي انتهى؟ أين لبنان الآن؟ إلى أين هو ماض؟ هل الهاوية أمامه؟ ألها قعر ما؟ أما من سبيل للخلاص؟
وأسئلة سيزيفية أخرى عن مجهول حالك، تشير إلى أن لبنان الفائت انتهى، والنهاية لا تفضي إلى تشكيل "لبنان" جديد، في زمن قريب أبداً. خلاصه لم يلح في الأفق بعد.
مهدي عامل ليس طقساً نحييه في 18 أيار من كل عام. ذكرى استشهاد حسن حمدان مناسبة ضرورية لنعيد استحضار إنتاج المفكّر الراحل الذي خطّ مساراً فكرياً جديداً في مسعاه لتمييز الماركسية في البنية الاجتماعية التابعة، ولنتذكّر نقده السياسي الفذّ لخصومه ولرفاقه أيضاً وفق منهجية صلبة متماسكة، تدمّر البنى الفوقية لأيديولوجيا الخصم، وتصقل إنتاج الأقربين في سياق النقد.