ركام ليس كالركام، إنه كذلك من بين ركام الحرب التي ختمت مجازرها عند جزء من الأراضي اللبنانية، لكنها أكملت مشروعها التخريبي عند القرى الحدودية في الجنوب تعارك الحجر مستميتتاً في محو ما بقي من صمود لتقتلع آخر الشهود على هزيمتها. طوال ستين يوماً، كان جيش العدو يجوب الأرض على مرأى من "سيادة الشرق الأوسط الجديد"، فكانت المفاجأة. إنطلق أهل القرى نحو نور شهدائهم متّحدين بلحمهم الحي، ليستعيدوا مكانتهم بفعل اليقين وحده.

لم يخافوا من رصاص العدو الصهيوني وجرائمه المروعة المرتكبة بحق الشعب اللبناني. ولم يتراجعوا أمام التهديدات والمخاطر والمحاذير التي أطلقها العدو المحتل. ولم يتنظروا لحظة واحدة بعد انتهاء مهلة الستين يوماً على اتفاق الهدنة مع هذا المحتل الغاصب لبعض قرى الجنوب. بل، تداعوا للعودة إلى قراهم ومنازلهم المهدمة بفعل العدوان الصهيوني – الاميركي الأخير.