أزمة النظام أبعد من تقاذف المسؤوليات...

المنظومة الحاكمة في مأزق وتتقاذف كرة النار، حيث يرمي كلٌّ من أقطابها على الآخرين مسؤولية انهيار اقتصاد البلاد وإفقار الناس وتهجيرهم وإهانة كرامتهم والسطو على حقوقهم بالعمل والصحة والأجر والأمن الاجتماعي. حاكم مصرف لبنان كان لاعباً أساسياً في هذه المنظومة لعقود، وحان وقت محاسبته كما حان وقت محاسبة الجميع.


اليوم لا إنقاذ دون تغيير، ولا حلول جديّة دون تغيير جذري يمسّ بنية النظام المذهبي الريعي. لا ترقيعات تنقذ السفينة من الغرق. لا حلول جزئية ولا حلول إصلاحية تنتشل اللبنانيين من ماء الانهيار الآسن. الأزمة ليست أزمة أشخاص مهما علت مواقعهم، فالأزمة بنيوية عميقة. لا تغرنّنا الحروب الكلامية ولا الوعود الورديّة التي لن تجد طريقها إلى التنفيذ، فمن تسبّب بالأزمة لن يقوم إلّا بتعميقها، ومن يدّعي أنّه من خارج متسبّبيها، فلن يستطيع حلّها باستعمال الأدوات والوسائل ذاتها من قلب المنظومة المذهبية والريعية القائمة على تحالف عميق بين رؤوس الأموال المالية، وتحديداً المصرفيّة، مع زعماء ميليشيات الحرب، ومع كلّ من يريد استمرار الديمقراطية التوافقية والنظام الطائفي القائم.
فليسقط رياض سلامة، ولتسقط المنظومة الحاكمة، ولتكن المواجهة السياسية مفتوحة مع كلّ من يريد استمرار نظام التحاصص الطائفي والاستغلال الطبقي. المعركة واحدة لا تنفصل، مهما حاول أقطاب المنظومة زرع الأوهام وتسويقها حول إمكانية اجتراح الحلول من داخل النظام نفسه.

  • العدد رقم: 376
`


النداء