أوّلاً: المقدّمة
نحن جزءٌ من عملية التعبئة الشعبية المعروفة باسم الثورة البوليفارية، قرّرنا أن نجتمع معاً لتشخيص الحالة ولبناء مقترحات للعمل السياسي، بهدف نقاشها مع المنظّمات الأخرى في المجال الشعبي. نراهن إذاًعلى ديناميكيات الوحدة في التنوع والتضامن والتعبير، التي تزيد من القوة الجماعية للتشافيزية الشعبية اليسارية.
نحن على قناعة بأنّه من الممكن التقدّم في مراكمة السلطة الشعبية وخلق سيناريوهات تجعل البرنامج الديمقراطي للانتقال إلى الاشتراكية قابلاً للتطبيق، كما أنّنا موحّدون في مواجهة العدوان الإمبريالي على الشعب الفنزويلي.
وبما أن أبرز إنجازات الثورة تحقّقت من خلال الدور الطليعي للشعب الفنزولي البوليفاري، نحن نرفض اليوم مصادرة دور هذا الشعب في عملية مواجهة الأزمة المتعدّدة التي تعيشها الدولة.
انتهت الهجمة الأميركية على فنزويلا. واختفت كاراكاس من مقدّمات النشرات الإخبارية، وكأن الحياة عادت إلى طبيعتها في بلد الثورة البوليفارية.
لكن الحرب على فنزويلا ومشروعها لم تنته. بالمقابل، ما يحدث في كاراكاس اليوم أجمل ممّا نتوقّع: خفّت حدّة الهجمة الإمبريالية، فعاد اليسار إلى العمل الداخلي، إلى إعادة تصويب الصراع، وإلى الدفع مجدّداً باتّجاه الـ"تشافيزية".
مع تراجع وتيرة التهديدات الأميركية العلنية ضد فنزويلا، في الأسابيع الأخيرة، وانخفاض نبرة المسؤولين الأميركيين حيالها، قد يتراءى للبعض أنّ ذلك يؤشّر إلى انتهاء سياسة العداء لفنزويلا، التي بدأت مع وصول هوغو تشافيز إلى رئاسة الدولة عام 1998. لكنّ واقع الأمر هو غير ذلك، فعداء واشنطن للنهج البوليفاري التشافيزي، هو هو، بالأمس واليوم.