ترسمُ جمالاً وهي متشابكةٌ / برغم عشوائيتها تتحرك سويّا / تَحيكُ قصصاً من ماضينا / تأخذُنا معها إلى عالمٍ يُواسينا /يكبرُ بها قلبُنا... يكبر فينا / فنخالُ أنّنا نغرّد بهجةً للأيام الآتية / وللوجود / طريقُها طريقُنا نسلكُه طائرينَ / في الزمن إلى جمالٍ / لا نرى له حدود / تعرفُ طريقَها غيرَ متردّدة / تثقُ بنفسِها تتحدّى الجُمود...
خطوطٌ هي... / صغيرةٌ هي... / عشوائيّة / صارت خيوطاً للوحةٍ فنيّة / كبيرة متّحدة فيما بينها / لا يُترك خطٌّ واحدٌ ولا يُفلتُ منها / بل تقترب المسافات فيما بينها / وتتّحدُ القلوب / تواجهُ عاصفةً هوجاء / تكونُ في أعالي السماء / فتصير أخّاذةً في انسيابها في معالم الفضاء / تفهمُ زواريبَ المآزق وتترنّحُ متأرجحةً وتسبحُ / تطوفُ وتجول / تغرّدُ وتنسجمُ فتضيءُ العالمَ بمحبّتِها للحياة / توقظُ محبةً فينا دونما إدراكٍ منّا / فنسرح معها ونشرد ونتأمل / آملين ان لا ينقطع هذا المشهد عنا / ... فيأخذ معه لحظةً لم نصدّق أنّنا وجدناها... / نتمنّى التمسّك بها... / لعلّها تطول / نريد أن نجمّدها لنُبقيها معنا... / وكأننا في أنفسنا نقول / يا ليتنا نطير / وكم من الأجيال تمنّت أن تكون مكانها / ولكن الأمر فيه من الذهول / فالطيور خُلقت لتكون في عالمها / وليس في قفصٍ نركنه في زاويةٍ من قضبانٍ حديديّة تضيق فيها الروح وتؤسَر...
أتعجَّب..! / ذاك المتعجرف المتغطرس يريد من الطائر أن يعطيه حريّته لكنّه لا يعي أنّه في ذلك / يضع نفسه في المجهول / وهو من سيتأثّر...
بفعلتك الهوجاء تلكَ / ستحاسبك السماءُ لعلّكَ / يترك عقلَك الخُمول..!
أتحصر حياتَه كلَّها في فكرك المحدود؟! / أتحتفظ بحريّته لكَ / بحجة انه مخلوق ودود؟..!
وما في قلبه سوى القهر / هو يغرّد / أنّه يتألّم / هو يقول / لكنّك لا تفهم..!
عليك أن تطلب منه المغفرة / لعلّك منه تتعلّم / كائن شاسعٌ هو أفهم منك بكثير / لكنّك لا تعلم..!
إنفضه عنك ذاك الكبرياء / وافتح ذهنك وقلبك المقفول..!
وامضِ في طريق تنثر أعمالُك فيها خيرَ العطاء / إفتح على روحك / لتعي أنّك من خلالها تسرح في العلاء / كن أنت ذاك الفضاء...
آفتح على العالم واحضن مَن حولك / فبِالحُبّ تَنضج وتُثمر / أفسح المجال لكلّ جميلٍ / من خلالك يعبرُ / ففيه تكبُرُ أنتَ فتعيش حريّةً وحُبّاً / ولا بأيّ زمانٍ كنتَ ستذكرُ...
لعلّي قلتُ ما عندي من كلمات / ويا ليتني ذكرتُ ولا افتكرُ / أنّي إحدى الكائنات العشوائية التي تبتعدُ عن خلفيّة المحبّة الكونية / التي توحّدنا لتطبعنا في ذاكرتها...
ويا ليتني ذكرتُ وما أذكرُ / سوى أنّي أتمنّى لو أكون مع تلك الكائنات العشوائيّة التي تحضنُها تلك الخلفية / خلفيّة المحبّة الكونيّة / والتي نريد أن نطبعها في ذاكرتنا / فإيّاها لا نهجرُ...
يلتقطها "صيادُ لحظات الزمن" / بتحويله لها إلى ورقة يضعها في مكانٍ ما حيث يعيش ويتستّرُ / طالباً منه أن يحفظَها له.. وأن يناديه من برهة لبرهة ليلقي عليها نظرةً فلا ينسى ما كان به يشعرُ /
في تلك اللّحظة العابرة... / تلك اللّحظة التي يعتقد أنّه يحوّلها إلى أبديّة... / إذا كان هذا ما عليه يقدرُ / كيف لا وهي لحظة / وكأنّها جمالٌ مطلقٌ / مَن وما حولها تسحرُ...
فهو يحتاجها ليوقظَ ما في نفسه من مشاعر رقيقة إنسانيّة / بعيداً عن وحشيّة الزمان وقسوة الطغيان / هو بحاجة دوماً إلى ما يقوده إلى لحظة ما قبل الكيان / اللّحظة التي فيها كانت الروح تؤمرُ / من الخير وسُموّ الألحان / بعيداً عن الضوضاء و"التخبيص" و"زمامير" مخاوف الأوطان...
يا لها من لحظةٍ عابرة نراها تافهةً صغيرة / لكنّها لحظةٌ... لا / هي لوحةٌ... لا / هي فبركةُ خيالٍ... لا / بل هي حقيقةٌ تعكس ما فينا من جمالٍ مُطلق... / به مَن وما حولنا نسحر...