الصينية والعربية: تجديد الشكل والقلب

عندما جئت إلى لبنان لدراسة العربية ببرنامج تبادل قبل سنة ونصف، صدمت بأن لا أحدَ هنا، يتكلم، في الحياة اليومية، العربية الفصحى التي كنت قد قضيت سنتين لأتعلمها بكل جدّ في الصين. وصدمت أكثر حين وجدت أن اللبنانيين، كثيرًا ما يشعرون بالحيرة والخجل عندما يحاولون تكلم الفصحى، فالأمر مختلف تمامًا في الصين، حيث يتكلم معظم الناس الصينية الفصحى والعامية، وندرس كل المواد تقريبًا، بالصينية الفصحى إن كان ذلك في المدرسة أو الجامعة (ما عدا تخصص اللغات الأجنبية طبعًا). فلم هذا المصير المختلف لكل من العربية والصينية الفصحى؟

Image

ألبير منصور: الميكانيكي، صانع الأعواد

ننزل الدرج إلى مشغله، فنجده ينتظرنا، هو والأعواد المعلّقة حوله وتلك التي تنتظر صنعها مع "جمال"، تلميذه الميكانيكي.بينما تصنع المعامل اليوم ما يعادل مائتي عود في الشهر، يشعر ألبير منصور بالرضى لصنعه ستة أعواد في السنة، "ماكسيموم". لكن الفارق بين عود المعمل و"عود ألبير" كبير جداً، كالفارق بين شال مطرّز باليد وذلك المصنوع على الماكينة...تماماً كالفارق بين أحياء بيروت اليوم وأحيائها القديمة.

Image

ثلاثة رموز لأربعة أيوب: البحر والصبر والكركم

اعتاد البيارتة الخروج الاحتفال بأربعة أيوب بالخروج إلى شاطىء البحر عند شوران وقضاء النهار في لهو ومرح وممارسة بعض الشعائر والتقاليد . تقول المأثورات الشعبية أنه في أحد أيام الأربعاء حلّ فصل الربيع وعثر أيوب (شخصية في الديانات الإبراهيمية معروفة بصبرها على البلاء) في بلواه على عشبة، يسمّونها في لبنان حشيشة أيوب فبلّها في الماء زمناً ثم اغتسل بماء هذه الحشيشة فشُفيَ من الأمراض السبعة التي ابتُليَ بها. وهذه الأربعاء هي "أربعة أيوب" ويسمّيها البعض أربعة البراقطة، وتتميز في بيروت بالخروج إلى ميناء (مينة) الدالية في محلة شوران والاغتسال بماء البحر آخذين معهم نوعاً من الحلوى يسمى "المفتقة". ومنهم من يجمع زهوراً (حشيشة أيوب) فيبلّها بالماء ليلة الأربعاء وتغسل في الصباح وجوه الأولاد بمائها.

Image

عن حبّ عتيقها، العائد يوماً

نتنقّل بين أزقّة بيروت العتيقة، مشاهدين حجراً قديماً يكاد يتكلّم مع نظيره الحديث. تلك القنطرة تذكّرنا بنبذات رسمٍ على الحيطان، بصوَرٍ من هواتف قديمة، والكثير من الحب. قرميدُ حبّنا العتيق لبيروت يكادُ يختصرعمرنا، وتوقنا إلى حداثة تشبه ماضيها الجميل. العصر الذهبي؟ ربما. لكن تذكّر عزّ تراثها، مبانيها الأثرية، والناس التي زيّنت ذلك العصر، خطر. أليس كلّ عصر ذهبي من الماضي غير عائد؟ إذاً ماذا نسميه إن كنا نريد عودته؟ لا نسميه. من دون ألقاب تكتسب الأشياء والناس معانيها أكثر. ماذا لو حرّكنا جمود بيروت المريب أحياناً في خيالنا لتتراءى لنا كصوَرٍ متحركة تكاد تشكّل فيلماً قصيراً؟

Image

الفكر الاستعماري في تعريف التراث

لا يتعلّق التراث بالجمالية الشكلية للمبنى أو للمادة الفنية الثقافية، ولا يتعلّق أيضاً بالفخامة والثراء، أو لا يجب أن يتعلّق بهذه المكوّنات. المفهوم المستخدم حالياً لتحديد ماهية التراث مرتكز بالكامل على التعريف اليورومركزي والبورجوازي لما يجب اعتباره ذو قيمة والحفاظ عليه للأجيال القادمة، وما يجب بالتالي التخلّي عنه.

Image

عجائب الاشتراكية في الديانة المسيحية!

  ليؤذّن لي أن أبادر فأصرّح، أن الحديث في هذا الموضوع صعبٌ ومعقّدٌ وشاقٌّ ومتشعّب. فالبحث هنا عن الحقيقة مغامرة سياسية ومتشعّب فكريّاً بحيث يمكن القول بدون حاجة إلى إثبات، يستطيع الإنسان أن يشرب دون أن يعمل، لكنه لا يستطيع أن يأكل دون أن ينتج!

Image
الصفحة 23 من 25