دينامية الإنتاج الثقافي التحرري *

تردّدتُ كثيراً عندما دُعيت إلى هذه الندوة. فأنا، أوّلاً، أعيش منذ فترة بعيدةً عن الحيّز العام، ما عدا من خلال كتاباتي... ولا أرتاح كثيراً في المناسبات العامّة. ثانياً، صرتُ أشعر بأنّ الكلام باتَ يملأ الدنيا، ولدينا اليوم مليون وسيلة لنشر الكلام، وفي أغلب الحالات لا يوصلنا هذا الكلام إلى أيّ شيء.

Image

أميركا الناسكة *

ستقولون: كيف هذا؟ هل أميركا التي تستبيحُ قتلَ الزنوج من أبناء وطنها، فضلاً عن حرمانها إياهم أبسط حقوق الإنسان؟ هل أميركا التي تُعطي فرنسا المال والسلاح لإبادةِ شعب الجزائر؟هل أميركا التي سفكَتْ طائراتُها دماءَ الأطفال في ساقية سيدي يوسف بتونس؟هل أميركا التي أبادت نحو مئتيْ ألف إنسان دفعةً واحدة، في مدينتيْ هيروشيما وناغازاكي اليابانيتيْن، دون أن يطرفَ لها جفن، أو يختلجَ في ضميرها عِرق؟

Image

بيت الموسيقى: الهواية والهويّة

"في عام ٢٠٠٨، أسّس الدكتور هيّاف ياسين *"بيت الموسيقى"*، بالتعاون مع النجدة الشعبية في عكار، وبرعاية الطبيب غسان الأشقر؛ وهو عبارة عن مدرسةً موسيقيةً مختصّةً بتعليم التقليد الموسيقيّ المشرقيّ العربيّ، أي الموسيقى الكلاسيكيّة العربيّة، متيحًا التخصّص العزفيّ على آلآلات مختلفة مثل: السنطور والقانون والعود والبزق والكمنجة، والرقّ والدربكّة والمزهر كما الناي والغناء العربي الأصيل. كما تتيح المدرسة تعلّم الموسيقى الكلاسيكيّة الأوروبيّة من خلال آلات البيانو والغيتار والكمنجة الغربية والساكسوفون والترومبيت وغيرها...

Image

تمثال الحرية... في أزمة!

تمثال الحرية، الواقفُ وقفتَه الشامخة على مداخل نيويورك، ليس -كما نحسَبُه- شيئاً من معدن الآليّة الأميركية "المُفَوْلَذة" تحت مطرقة الدولار. تمثال الحرية ليس مادةً مصقولة اشتُقّت من عصب الرأسمالية الاحتكارية الذي صهرَتْه "أفران" الشهوة الجائعة دائماً إلى لحم الإنسان تهضُمُه بنهم، والظامئة دائماً إلى عرق الإنسان تعتصرُه من جباهِ الكادحين وسواعدِهم بضراوة، ليتحوّلَ اللحمُ والعَرَقُ "رِبحاً" يصنعُ سلاسلَ العبوديّاتِ لكل إنسان.

Image

نفوسُنا... تلك البيادر المذّهبة

والناس مثل كتَبةِ أيامهم، يحكون لي عنّي. هم أصدقاءٌ مغرقون بالحبور، يؤدّون تحية الميلاد لوالدي. مع الوقت أدركت كيف أكبر واﻷيام؟ كيف أخزنُ مشاعر الناس؟ أسحبُهم إلى أماكنهم في الحكايا، واﻷسرار الطفيفة المضحكة تمنحنا لقطاتٍ، تستيقظ كلّما نهض القلب من رقاد زحمة الحياة...

عهدنا إليكَ أن نكونَ أبطالاً صامدين*

أيّها الحاضر هنا رغم أنف الجلاّدين! أيّها الحاضر هنا تباركَ هذا العرس - ولا أقول المأتم - عرس الشهادة والفداء، عرس الكرامة والإباء، عرس الوطنية الحصينة المنيعة الهادية سواء الطريق. أيّها الحاضر هنا... ها إنّك ترى الشعب -شعبك الذي أحببْتَ وفديْت- كيف يبادلُك الوفاء بالوفاء، كيف يحوم على جراحك يقبس منها شعلةَ الحقد المقدّس على الطغاة أعداءِ الكرامة البشرية ، وشعلة اليقين الثابت بأنّ النصرَ لا محالة لقوى التقدّم والسلم والديمقراطية، ديمقراطية الشعوب ، لا "ديمقراطية" السياط والإرهاب والإجرام والفاشيّة.

Image
الصفحة 22 من 25