قبلاتنا المؤجلة

تحبّ المسرح كثيراً. أمّا هو فلطالما اعتبر حياته مسرحية طويلة وفيها من الصدف ما يجعلها تنتمي الى فئة الكوميديا السوريالية. تحبّ صالات العرض المسرحيّ كثيراً وهو يعرف تفاصيل عروضها خاصة تلك التي ظلّت صامدة في بيروت لغاية التسعينيات.

هي لا تفصح عن مشاعرها بسهولة فلذلك قرّر أن "يخترع" قبلاته معاً إلى جانب دور العرض المسرحي والسينمائي في شارع الحمرا الخالية تماماً اليوم. لذلك أعدّ لها قائمة تتضمن ١٦ مكاناً سيتبادلان فيهما القبلات وراح يجدّد تلك القائمة بين الحين والآخر خاصةً عندما يكتشف ردهةً جذّابة في المدينة. ولكن عند اكتشاف أوّل حالة كورونا في البلد، هاتفها وقال لها بأسلوب ساخر: يبدو أننا سنوقف "العدّ" لأنّ عدّاداً " من نوع آخر بدأ بالظهور في البلد.
خلال شهر شباط، نشأت بينهما عدّة خلافات وقررّا أن يتركا مسافةً بينهما لعلّ المسافة الزمانية والمكانية تصلح الأمور بينهما. أخذا قرارهما بتخفيف التواصل قبل أن ينتشر وباء فتّاك بالبشرية. كان هذا قدراً؟ أم معرفة مسبقة بالأمور؟ أم حبّ بالصدف وتزامنها في رقعة مسرحية؟ المهمّ أنه حصل. كبرت المسافة... زاد الشوق... كثر الحب... ثلاثية أقدس من ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة والتي للأسف انزلقت إلى حدّ التستر على إطلاق سراح جزّار الخيام.
تحدث أمور كثيرة بينهما راهناً ومن بينها أنها ستقوم بقراءة هذا النصّ وستُفاجأ كالعادة بما كتب، فيما هو سينتظر جلاء الوباء لا لكي يتعافى كل مصابي الأرض فحسب، بل لكي يقبّل حبيبته بسلام وأمان وسيقبّلها في المكان رقم ١٧!

# موسومة تحت :
  • العدد رقم: 375
`


عطالله السليم