مضى عام على الانتفاضة الشعبية التي تفجّرت كردّ على الانهيار الاقتصادي والمالي وعلى بدء إختلال الانتظام العام في البلد، سياسياً واقتصادياً وادارياً. وخلال هذه الفترة، استمرّ العجز والفشل والاستهتار يطغى على مجمل سياسات المنظومة الحاكمة التي جعلت البلد يقبع راهناً في "سابع سما تحت الأرض" لجهة تردّي المؤشرات الاقتصادية الميكرو والماكرو اقتصادية والاجتماعية الأساسية.
منذ أن قرّر الحزب الشيوعي النزول إلى الشارع بشكل كثيف بدءاً من 16 كانون الأول 2018، حدّد لنفسه شعاراً أساسيّاً هو الآتي: " إلى الشارع في سبيل الإنقاذ" بمواجهة سياسات الانهيار. وتوالت بعد هذا التاريخ، وتحت هذا الشعار بالذات، سلسلة من التحركات والتظاهرات الشعبية غير المسبوقة على امتداد النصف الأول من عام 2019، بمبادرة من الحزب أو بمشاركة واسعة منه. وكان الحزب يدرك آنذاك الحاجة الماسّة إلى تجميع قوى الاعتراض الشعبي بتلاوينها المتنوّعة للضغط على النواة الأساسية للتحالف الحاكم من أجل فرض إجراءات إنقاذية ذات طابع استثنائي تتلافى سيناريو الانهيار، وتكون من حيث جدّيتها وشمولها في مستوى الخطورة الداهمة للأزمة التي يتحمّل مسؤوليتها هذا التحالف وسياساته الاقتصادية والمالية والنقدية.