والشيوعية مصطلح يدخل فى علم الاجتماع، والاقتصاد السياسى والفلسفة وقانونها وهى تعنى التطور الحتمي للبشرية. ووفق المنطق الجدلى لهيجل ووفق البيان الشيوعى لماركس وانجلس – الشيوعية تمثّل أعلى مراحل النضال ضد نفايات القرون الوسطى وخاصة الاقطاع - والصحافة عندهم هى تنظيم صفوف الجماهير من أجل الحرية والعدالة الاجتماعيه. أمّا ما نشهده اليوم من تهجم على الشيوعية ما هو الاّ عدم الفهم الصحيح لها والتربيه الاستعمارية المغرضة وحتى من بعض رجال اللاهوت مسلمين ومسيحيين خوفاً على مصالحهم.
وبنظري انّ الامام على عليه السلام سبق الشيوعية –ولا يعنى ذلك انتقاصاً منها فقوله : ما اغتنى غني الاّ بفقر فقير، و "لو كان الفقر رجلا لضربته بسيفي" ، وهذا يعنى –له الفضل بالسبق الى الاسلام على الماركسية نشوءاً وارتقاءاً ففى التنظير –مااغتنى –وفى التنظيم لضربته بسيفي وها هى الاحصاءات تؤكد صحة ماذهب اليه سابقاً فكرّم الله وجهه.
ولكى نفهم الشيوعية علينا أن نفهم الماركسية –التى هى لبّ وابتداء العلم الذى لايؤمن بقوة خارجية عن الطبيعة بل الكون مادة فى حركة تسير وفق القوانين حتى توصل الانسان الى اكتشاف بعضها وخلال تطوره يكتشف المزيدمن القوانين .لذلك تعتبر الماركسيه أنّ الاديان مرحلة من مراحل التطور للفكر الانسانى –وتتحول الديانه الى أدوات استغلال لتابعيها ولا اتباع الى ديانات اخرى –اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. وبالتالي فالماركسية تميّز بين الديانات بصفتها سلطة ووسيلة لاستغلال الكادحين –وبين الديانات كتقليد وهمى تراعى الناس البسطاء فى معتقداتهم وهى لاتبقى ديانة رسمية للدولة. أما فصل الدين عن الثقافة فممنوع ذلك فى المدارس، وهنا يجب التأكيد أنّ الماركسية ترى الجميع متساوون وأنّ الايمان والعقيدة الدينية هي من الحريات الخاصة.
اذاً، وبعد هذا البحث أعتبر أنّ اعادة قراءة الماركسية واعادة قراءة الاسلام فى ظل التحولات الراهنة يعتبر مسألة أساسية وضرورية وهادفة للوصول الى مدّ الجسور بين الاسلام والماركسية من جهة وبين تحولات الوضع والواقع من جهة أخرى على أن يكون التعامل مع الواقع بعيد عن أدلجة الدين الاسلامى وبعيداً عن تحويل الماركسية الى عقيدة آملا أن نرتقى فى تعاملنا مع الاسلام والماركسية الراقي من عمق الفكر والتحليل مما يسمع الى كرامة الانسان الى التسامي فى الوقت نفسه.
الشيوعية والإسلام
فى اللغة تعنى مشاعية لملكية الارض، وكذلك لوسائل الانتاج، وهى مرحلة بعد الاشتراكية التى تقول –لكل انسان حسب عمله ، وكل انسان حسب طاقته –أما الشيوعية فتقول لكل انسان حسب عمله وكل انسان حسب حاجته –والشعار المطروح دائماً: وطن حر وشعب سعيد.
النداء 2024. حقوق المنادى فقط محفوظة.