وحده الإحساس بالأمان يجعلك تغمض عينيك مساءً و تنام قرير العين، تستيقظ صباحاً، على صلاة أمّك، ثم تستمتع بحسن الإصغاء إلى فيروز ترندح صوت الصباح و تمضي بخطى ثابتة نحو الأمام...
فالفاقد للأمان لا يستطيع التنفس أو الكلام أو التفكير، هو إنسان مبرمج على الخوف والطاعة؛ فوطن بلا أمن وإستقرار وقانون يسود فيه حكم القوي ويهان فيها الضعيف، يعاقب الضعيف ويهان ويستقوي القوي مدعيّاً العظمة والحقيقة والأحقية في القرار وإدارة شؤون الناس التي لا حول لها ولا قوة ...
فحُبّ الوطن كحُبّ النفس والبنين والمال...
و يقول الأصمعي :
"ثلاث خصال في ثلاث أصناف من الحيوان، الإبل تحنّ إلى أوطانها وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاّ..."
فهذا الوطن بحاجة لمن يحبّهُ ويهبّ لنجدته، فما زالت فئة من أبناء هذا الوطن من كادحين وطلاب ومعلمين ومناضلين، حاضرين بكلّ قوتهم من أجل شعبٍ حُرٍّ ووطنٍ سعيد.. وللدفاع عن قضايا شعبه وحقوقه، ويناضلون من أجل أن يكون أجمل الأوطان وتحقيق الأمان فيه...
وهنا نستذكر الزعيم تشي غيفارا الثائر القلب النابض بأخذ الحقّ مهما كلّف الثمن والزمن وقوله :
"لا تحدّثني عن سياسي أو رجل أعمال همّه الوحيد الربح بل حدّثني كيف يُزهر الربيع وكيف يضحك الفقراء وكيف يعمل الكادحون و كيف حال الأوطان ..."
في هذا الزمن، فاسدو الأوطان يحاولون نزع الأمان من هذا الوطن فأفقروا الشعب ونهبوا ثرواته... فالعملة تنهار والإقتصاد ينهار والدولة تنهار والشعب يجوع وغلاء المعيشة يسود والضحية هو المواطن يئن ويموت ولصوص النهار سرقوا أحلام شعبه و هزموا الأمل فيه وأحرقوا كلَّ أحلامه...
فاليوم نتساءل عن الحياة الكريمة للمواطن ؟
وأذكّركم بقول ابن خلدون :
إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلةٌ واستعبادٌ و مهانة كمن يُساق للموت وهو مخمور...!! "
كل ذلك يدور في فلك واحد وهو انعدام الأمان...!!
في النهاية، المرحلة خطيرة والواقع يتطلب المزيد من رصِّ الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة فاسدي الأوطان وسياساتهم.وأخيراً، الأوطان، هي شعوب وليست حكاماً، والشعوب لها حقوق، إذا غابت الحقوق صارت الأوطان معتقلاتٍ بلا حدود.
الأمان
الأمان هو الطمأنينة، هو هداة البال وأمان الصحة وإمكانية الطموح، حالة هدوء نسبي ناتجة لعن عدم وجود خطر وممهورة، بغياب التعبئة والكره ضدّ الآخر. هو شعور غريزي يحتاجه الإنسان في أيّ عمرٍ ليعيش حياته بمختلف مراحلها و بشكل طبيعي ...
النداء 2024. حقوق المنادى فقط محفوظة.