لا أعرف من أين أبدأ

لا أعرف من أين أبدأ يا أبناء لبنان ...! 

ليكن إنتماءكم للتاريخ، للجرح، للتراب، لصلاة الطهر، رافضين التنازل والانبطاح، وليكن عنفوانكم .. عنفوانَ حياةٍ تليق بأبناء الحياة. لا ترضخون لتوارث الإقطاع والجهل السياسى والقبلية والفكر الموميائى، والارتهان بالواسطة؛ فالفجر آتٍ .. حين تنشدون الدّماء، والدّماء فعل إبداع على الحدود، لا فعلَ علك الزمان.

أناشدكم ترك العنفوان للحظة، وابدأ بالميدان على الأرض: 

أأبدأ بمكبّات النَفايات حين ورثنا عن الآباء والسلف أراضٍ نظيفة .. رحنا نلّوثها كلّ يوم، أم أبدأ بالبحر والحق لم يعد عندنا بحر؛ فمساحة البحر ضعف مساحة لبنان حسب القانون الدولى وهو الملك الوطني للدولة، وهو مجهول لأننا جهلناه وجهّلناه، لا أحدَ يعرفه أو يطالب فيه، الممتلئ بالخيرات والثروات والأسماك والإسفنج والبترول والينابيع الحلوة... 

ثرواتٌ تُسرَق، تُدمّر بالديناميت والكومبرسة والأزساخ، وإن قلنا أن ردميات البحر هى هبة وكسب فهذا هراء، لأن الردميات مشاريع خاصة وبأسعار جنونية، حيث منعوا الناس من المنتجعات الحقيقية، قائلين: (أتحب لبنان .. حب صناعته) فهذا افتراء، لأن الصناعة غير المدروسة تنتج السرطانات لنا جميعا.. والحفدة، في البحار وكذلك المواد الاشعاعية، وبذلك يستحق البحر وصفه بالمجهول. 

أما المواد الكيماوية القاتلة للحياة والأسماك بسبب المكبّات.. المتآلفة مع الشاطئ – ذاكراً مكبّ صيدا وصور المنتجة للديوكسين وبخاصة مكبّ صور الذي يبعد مئة متر ومتر بالقياس عن المياه الحلوة، وعندما وضعوا حلاً أن يكون بعيداً 15 كلم عن الينابيع رفضت البعثة الأجنبية، والآن توقف العمل في معمل عيتيت وذلك بحجة من يدفع مصاريف النقليات للزبالة، وأتحداهم أن يعلنوا نتيجة فحص البرك التى أخفوها عن الناس، ولن أتحدث عن تلّوث ميناء صور وبخاصة استقباله للسائحين والمواطنين يومياً... 

والسؤال المطروح: هل نستسلم ونرفع العشرة، وهذا مرفوض طالما هنا شعب يعشق النهار، رافضاً الاصطفاف الطائفى والمذهبي، ولتكن البلديات نابعة من الشعب لا من العائلية والمهاترات السياسية المقصود إشعالها دائماً من قبل السياسيين لإلهاء الجماهير، واعتماد قانون سن ال 18 سنة وحق المغتربين والجيش بالاقتراع، واعتبار سن التقاعد للنائب 64 سنة، ولنحفر هوّة عميقة للطائفية وإلّا سنعود للحرب، للفرز الطائفي والمذهبي. عندها نرفض أن يصبح المواطن رقماً فى حساب هذا الفريق او ذاك أو رقماً فى مصرف. لأن الخطاب السياسي أخذ بالهبوط، وكذلك الأخلاق السياسية بالانهيار. والسؤال: ما العمل ..؟ هو نزع الوهم والوهن، والاعتراف بالخطأ، وقلع الشوك بالأيدي. لنُعَرِّ الفساد ولنجمعْ الخيِّرين فوراً لوضع الحلول، أقصد بالخيّرين "الخيرون" وليس البعض من الطقم السياسي الحالي ...